ثورة أون لاين- علي نصر الله:
المَعلومات المُتواردة من مَناطق انتشار تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والفصائل الإرهابية الأخرى في مدينة إدلب، التي تؤكد أن الاستعدادات جارية لاستخدام الغازات الكيماوية، كاستفزاز يُعتمد عليه لتوجيه الاتهام للجيش العربي السوري وللقوات الروسية، بهدف التَّجييش والاستثمار، تُشير بوضوح إلى أن مَنظومة العدوان مازالت تَعتمد اعتماداً كُلياً على نظام اللص أردوغان المُراوغ.
المَعلومات التي تَرد من مصادر محلية في إدلب – حول استعدادات الإرهابيين لتنفيذ الاستفزاز الكيماوي – وتلك التي تُحَصِّلها قواتنا المسلحة والقوات الروسية الصديقة بالرصد والمُتابعة، لا يُمكن تَجاهلها، ولا التَّشكيك فيها، وستكون دليلاً جديداً يُدين نظام أردوغان ودول العدوان التي يَستمر دعمها وتَذخيرها لفصائل الإرهاب.
حركةُ الخُبراء الأوروبيين وسواهم من الأميركيين والجنسيات الأخرى، قد تَعتقد دولهم أنها سرية ومَخفية، غير أن العين السورية اليَقظة لم تَرصد فقط هذه التحركات، بل تَمكنت من تَحديد المواقع التي يَجري فيها تَطوير أنواع السلاح التي ستُستخدم فيها الجريمة الكيماوية، وكذلك السيناريوهات المُفبركة المُعدة للاستثمار السياسي والإعلامي.
منذ عدة أشهر تَمَّ رصد تَحركات مُماثلة، وجَرى إحباطها غير مرّة بالكشف عنها وبفضحها وبالتحذير من عواقبها، وقد ارتدع مُشغلو الإرهاب عن التنفيذ فقط لأنهم اكتشفوا أنّ افتضاح أمر الاستفزازات المُقررة سيكون بلا نتائج سياسية، وليس لأي سبب آخر، لكن يُعتقد أن المَأزق الحالي يُملي عليهم الذَّهاب لارتكاب الحماقة الكيماوية مرة أخرى من جديد.
نظامُ اللص أردوغان لم يَستجب حتى الآن للاستحقاقات والتفاهمات المَنصوص عليها في سوتشي وأستانا، رغم إعطائه المزيد من الوقت عبر التمديد المُتكرر للمُهل الزمنية، ورغم مَنحه المزيد من الفُرص للتراجع عن لعب الأدوار القذرة التي قام بها منذ بداية الحرب والعدوان على سورية، وبالتالي فإن تَورطه في الاستفزاز الجديد سيَبقى قرينة إثبات ضده طالما أنه لم يَمتلك حتى الآن إرادة الانسحاب من الجوقة الأميركية.
قُبيل اجتماع الدول الضامنة المُقبل، من المُحتمل جداً أن يَتورط نظام اللص أردوغان مُجدداً بتوفير كل ما يَحتاجه الإرهابيون لاستخدام السلاح الكيماوي، انطلاقاً من أنّ ذلك يُعد حاجة له، فضلاً عن أنه استجابة لحاجة أميركية لتُواصل واشنطن مُسلسل عدوانها وأكاذيبها.
في كل الحالات، وسواء جرى تنفيذ الاستفزاز الكيماوي وارتُكبت الجريمة بحق المدنيين هناك، أم لم يَجر، فإن اجتماع الدول الضامنة المُقبل سيكون أمام اختبار لا يُشبه كل الاختبارات السابقة، إذ لابُد لنظام اللص أردوغان من أن يَفهم بأن اللُّعبة انتهت، وبأن أيّ فُرص أو مُهل جديدة لن تُعطى له كضامن للمُرتزقة الإرهابيين، وبأنّ لحظة الحقيقة والحسم صارت وَشيكة، لن تُؤخرها أية أساليب جديدة تُستخدم للتضليل، ولن تَكون عُرضة لأي مُحاولة ابتزاز.