يصادفك أحياناً وأثناء مطالعتك لصفحات الانترنت مقالات تدغدغ أحلامك وأمانيك ,/ كيف تصبح مليونيراً… كيف تستطيع أن توفر من راتبك… أو كيف تستثمر المبلغ الصغير من المال في مشاريع استثمارية كبرى… ؟
تقرأ هذه المقالات مراراً حتى تحفظها عن ظهر قلب وتجمع عائلتك وتطرح عليهم أفكارك الاستثمارية التي ستغير حياة الأسرة إلى الأفضل ولكن عند التطبيق تجد سراباً أي لا يمكن أن توفر من راتبك ولا تصبح مليونيراً بل تزداد فقراً أكثر من السابق…؟!
هذه المقدمة هي ملخص لحياتنا اليومية و ما نعيشه من ضنك العيش ومشاق الحياة نحن وأهلنا دون أن يكون هناك بارقة أمل في تحسين حياتنا مهما اجتهدنا في العمل حتى ولو عملنا ليلاً ونهاراً أو وصلنا الليل بالنهار لأن الغلاء والتضخم لم يتركوا لنا شيئاً لنوفره أو لنستثمره…!
لكن المفارقة العجيبة والتي تبعث على الأسى أن الوزارات جميعها حققت وفورات كبيرة ردتها إلى خزينة الدولة فعلى سبيل المثال لا الحصر وزارة الصحة وفرت سبعة مليارات ليرة ردتها الى خزينة الدولة من خلال عدم شرائها لأدوية الأمراض المزمنة وتركت المرضى الفقراء تحت رحمة سوق الأدوية السوداء او الموت …؟
هذا من الأدوية فقط وهي تبشرنا بأنها لن تشتري أجهزة طبية للمشافي لتحقق وفورات أكبر… !!
وزارة التموين وحماية المستهلك حققت وفورات أيضاً من خلال تخفيض كمية الطحين للأفران وما الضير اذا انتظر المواطن الساعات ليحصل على ربطة خبز …!!
وزارة التعليم العالي حققت وفورات أيضاً من خلال رفع معدل القبول الجامعي أي دفع الطلاب إلى احضان الجامعات الخاصة والموازي …!!
وبعض الوزارات وفرت أيضاً من خلال إلغاء توصيل موظفيها إلى مكان عملهم وإعادتهم إلى منازلهم ومنعت عنهم أدوات العمل سواء المكتبية وغير المكتبية…!!
كل هذا يجري تحت بند التوفير في راتب الوزارة , عفوا موازنة الوزارة…!
كلنا أمل ورجاء… أن ترتد هذه الوفورات التي ارتدت إلى خزينة الدولة زيادة على دخل المواطن حتى يستطيع أن يكمل يومه وليس شهره…
عين المجتمع
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 11-4-2019
رقم العدد : 16954