كل يوم يمضي في عمر الأزمة، ثمة أجوبة تتكشف لأسئلة لم يكن لها جواب في حينها قبل سنوات، ولتأتي معطيات جديدة تكشف الآلية التي يدير بها أعداء سورية عدوانهم الإرهابي.
لم يكن في يوم من الأيام قرار المجموعات الإرهابية في يدها، وإنما كانت بيد مشغليها وداعميها «الأميركي- الأوروبي- التركي – القطري – السعودي- الصهيوني»، وقرار توجهها الى إدلب عقب كل مصالحة تتم في منطقة ما، لم يكن عبثاً.. اليوم ومع الأخبار التي تؤكد قيام النظام التركي بنقل عناصر جبهة النصرة الإرهابية من إدلب الى ليبيا، يتضح بأن تجميع الإرهابيين في إدلب بالقرب من الحدود التركية لم يكن إلا خطة لتحويل إدلب إلى بنك إرهابي، تقوم كل دولة باستثمار رصيدها فيه في مناطق أخرى لتحقيق أهداف شخصية هناك.
لقد استمات الإرهابي رجب اردوغان للحفاظ على إدلب بنكاً إرهابياً يستثمر فيه متى شاء، ويحوله ورقة ضغط ضد هذه الدولة وتلك، فحيناً يرفعها في وجه أوروبا من خلال تهديده بالسماح للإرهابيين الموجودين في بنكه بالتوجه الى القارة العجوز، وحيناً يستثمرهم بالقتال في ليبيا، وحيناً يحولهم ذريعة لاحتلال أراض سورية، فيما ينتظر لاستثمار الباقي حيثما تستدعي الظروف استثمارهم.
هذه الأيام يحاول الإرهابي التركي استثمار متناقضاتها لصالحه، فيعمل على الجمع بين صداقة الأميركي والروسي، وهي محاولة أقرب الى مزج الماء والزيت، ويعمل على تغيير المعالم الجغرافية والديموغرافية للمناطق السورية التي احتلها أصالة بجيشه أو وكالة عبر مجموعاته الإرهابية»، مستغلاً بعض التفاهمات الدولية لصالحه، وما يجري في عفرين خير دليل».
اذا عرف الإرهابي التركي أن يستثمر بنك الإرهاب في إدلب لصالحه، فإن استمرار الحال من المحال، لأن الوقائع تؤكد بأن ذاك البنك لن يدوم، وبأن رياح الإفلاس ستضرب خزائنه قريباً.. وبأن مردود الاستثمار في الإرهاب سيرتد أضعافاً مضاعفة في قلب تركيا.
Moon.eid70@gmail.com
منذر عيد
التاريخ: الاثنين 15-4-2019
الرقم: 16957