الآثار والتداعيات السلبية التي نشهدها هذه الأيام، ولاسيما فيما يخص الوضع الاقتصادي، وأزمة الوقود الخانقة، تأتي نتيجة استمرار الغرب وعلى رأسه أميركا فرض إجراءات جائرة وأحادية الجانب على الشعب السوري، من أجل إضعافه وإسقاط عوامل الصمود التي تأصلت في داخله طيلة السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية التي فرضها أولئك عليه، ووظفوا من الإمكانات المادية والعسكرية والإعلامية والسياسية الكثير كي ينالوا منه، وكانوا في كل مرة يخفقون، وهو ما يدفعهم للانتقال إلى مرحلة مختلفة في الشكل والمضمون، وتكون النتيجة في كل مرة صفراً ويعودون خاليي الوفاض.
الحرب الاقتصادية التي تمارسها منظومة العدوان، عبر منع واعتراض ناقلات النفط القادمة بمساعدة بعض الأدوات الإقليمية والعصابات التي تستخدمها، ومعاقبة كل من يساعد أو يمول سورية أو يزودها في حاجاتها الضرورية، ترمي من خلالها إلى اختلاق أزمة جديدة من قلب الأزمة الكبيرة التي افتعلتها أصلاً، بهدف إثارة تناقضات وتباينات في الرأي وبث روح الشقاق في المجتمع، ثم التأثير على المناخ الاستثماري الذي يجري الحديث عنه، وإرهاب الشركات ورجال الأعمال الذين ينوون المشاركة بإعادة الإعمار، وإعادة الاستقرار إلى المناطق المتضررة والتي ضربها الإرهاب دون أدنى شفقة.
السوريون مصرون على النهوض ببلادهم، والخروج أقوياء أكثر مما كانوا، رغم كل ما يجري من تضييق اقتصادي، ورغم محاولات الدول المعادية هدمها اقتصادياً، أو استنزاف احتياطاتها الاستراتيجية، وتحويلها من دولة منتجة إلى مستهلكة تابعة لهم، وهو ما لم يتحقق أو يحدث طالما صبر الشعب السوري على البلايا والمحن ومرت عليه أيام وليالي أقسى وأشد وطأة من هذه الأيام، وطالما يمتلك أبناؤها إرادة الاستمرار في العمل في أحلك الظروف.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة على الشعب السوري ليست جديدة، وهي مستمرة منذ السنوات الأولى للحرب الغادرة، ومنذ بدء الغرب بمنع استيراد النفط من سورية، للتشكيك بقدرة الدولة على توفير المتطلبات المعيشية للمواطن وحاجيات الإنتاج، لكن ذلك لم ينجح سابقاً، ولن يصل أولئك إلى أهدافهم اليوم.
السوريون اليوم يعيشون أفراح الجلاء، ويجددون العهد والوعد على إجلاء وتنظيف بلادهم من رجس الإرهاب الغربي الذي جاء موشحاً بالسواد، ولن يقف أمام عجلة تقدمهم ونهضة بلادهم أي نوع من الحصار أو التجويع، وهم على طريق التحرير سائرون.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960