واقع المدينة الأعرق والأغلى على قلوب كل من يقطنها ليس بأفضل حالاته خاصة بمجال الخدمات المنفذة كماً ونوعاً وكم المخالفات والتعديات المنتشرة في أغلب مناطقها وليس أقله اضطرار المواطن للسير بالشوارع لتخمة الأرصفة بباعة البسطات وأصحاب محال تصليح السيارات ناهيك عن أزمات متواصلة ومستعصية من سنوات تبدأ بكل أشكال التلوث البصري والسمعي والبيئي ولا تنتهي عند أزمة النقل اليومي وطبعاً لا يمكن لنا خلال هذه الفترة تجاهل أزمة البنزين وحالات الازدحام على محطات الوقود الذي ولد بدوره معاناة أخرى للناس.
الكثير مما تقدم يعود بجانب كبير منه للتقصير والتقاعس عن تحمل المسؤوليات من مختلف مستويات ومكونات الإدارة المحلية وغياب الرؤى التطويرية والخدمية والتنموية والاستثمارية الأفضل والأنسب للمدينة وسكانها من مفكرة أعمالهم هذا إن وجدت وعدم المتابعة والمحاسبة لسلسلة طويلة من القرارات والتوجهات التي صدرت من مواقع القرار للحد قدر المستطاع من تبعات مسلسل التراخي من الإدارات المتعاقبة والذي أثر بشكل سلبي على جدية وجدوى تلك القرارات. ونسوق هنا على سبيل المثال لا الحصر قرارات إزالة البسطات عن الأرصفة ونقل محلات تصليح السيارات من ضمن المناطق السكنية ومنع بيع مادة الخبز خارج الأفران التي تصدر عادة وتطبق لفترة قصيرة لتعود مجدداً إدراكاً من مرتكبيها بعدم جدية وحزم متخذيها.
ولعل اللهجة المتشددة والمتوعدة التي تحدث بها رئيس الحكومة في محافظة دمشق مع القائمين عليها في فترات سابقة خلال جولته تؤكد حالة عدم الرضا لا بل وفقدان الصبر عن تراجع سوية الخدمات والتقصير في تنفيذ العديد من المشاريع المهمة والحيوية للمدينة والبطء الواضح في معالجة مشكلة الإشغالات وأزمة النقل وتوفير الخدمات للمواطنين.
المعضلة إن اغلب القرارات ستركن في أضابير محاضر اجتماعات المحافظة كغيرها إذا لم تجد التوجهات والقرارات طريقها للتنفيذ وأظهرت تحسناً ونقلة نوعية في مستوى الخدمات ككل وحل للعديد من الأزمات التي أثرت سلباً على مدينة الياسمين وسكانها وذلك ضمن برنامج زمني محدد ووفق الأولويات.
هناء ديب
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960