حين يكشف التاريخ أوراقه.. مذكرات جندي فرنسي.. تفضح ثقافة العنف الغربية

ليس الأمر بجديد فنحن نعرف أن الغرب لم يكن في يوم من الايام صاحب قيم ومبادئ ويعمل بها بل هي مجرد مصطلحات وتعابير يريد منها التحكم بالعالم الآخر فمنذ اول احتكاك غربي مع الوطن العربي ظهرت النيات العدوانية, فمع حملة نابليون بونابرت على مصر وبلاد الشام كانت المجازر التي يشيب لها الولدان.
اليوم وبعد ما مضى على هذه الحملة صدر كتاب مذكرات جندي شاب في جيش الحملة الفرنسية على مصر والشام تأليف جوزيف لا بورت ترجمة الدكتور محمود المقداد, صدر الكتاب عن الهيئة العامة السورية للكتاب, ومؤلف هذه المذكرات كان شاهدا على ما جرى دون كل ما وقعت عليه عيناه وقدم شهادة حية على العنف الذي استخدمه الجيش الغازي في كل الجغرافية التي وصل إليها, لقد عاث الفرنسيون نهبا وتدميرا وسرقة واستغلالا لمصر ولم يقفوا عند هذا الحد بل إنهم عملوا على توجيه حملتهم نحو بلاد الشام.
وفي هذه المذكرات يقول لا بورت واصفا المجزرة التي ارتكبوها في يافا: لم يصنع القتال غير المتكافئ والرهيب جدا شيئا سوى تهييج الجنود فحطمت أبواب المنازل وتسلق الجنود بعضها وقتل كل من كان فيها سكانها وجنودا ونساء وأطفالا و شيوخا وتمت ملاحقتهم من سطح إلى سطح ومن بيت إلى بيت وكان الهياج والذبح رهيبا جدا حتى إن الفرنسيين لم يوفروا في سورة غضبهم مئتين أو ثلاثمئة من اليونانيين أو المسيحيين من مختلف المذاهب.
وفي المذكرات تفاصيل من العنف الذي طغى على كل شيء والصراع مع بريطانيا على المنطقة وحين يعرض لاغتيال الجنرال كليبر يقدم صورة غير صحيحة.
المذكرات تكشف الكثير من الوقائع والأحداث وتظهر تاريخ العنف الذي يراه الفرنسيون على أنه حضارة وهو ما زال مستمرا لحد الان وكوننا نعيش ذكرى الجلاء فلا بد أن نذكر فظائع الاستعمار الفرنسي على سورية وما فعله حين كان محتلا ولا سيما قصفه مدينة دمشق وما زالت الحريقة تحمل الشواهد على ذلك وكذلك القصف على البرلمان وغيره من المدن السورية.
وقد وثقت ذلك أليس بولو في كتاب مهم صدر في دمشق تحت عنوان «دمشق تحت القنابل», ترجمه إلى العربية إحسان الهندي.
يمن سليمان عباس
Yomn.abbas@gmail.com
التاريخ: الجمعة 19-4-2019
رقم العدد : 16961

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك