تجليات الحرب على سورية.. توثيق لإرادة السوريين وإصرارهم على الحياة

خلال السنوات الخمس الماضية صدر العديد من الكتب التي تحدثت عن الحرب على سورية, وكيف تآمرت قوى الاستعمار ومن لف لفيفهم للنيل من سورية وحضارتها وهويتها وثقافتها.. لكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن, فالشعب السوري أعطى دروساً في الصمود والصبر والقدرة على المواجهة لسنوات وسنوات, فهو المصمم على الحياة, الوفي المكافح, المتسلح بالعزة والكرامة.
(تجليات الحرب على سورية) عنوان كتاب صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق للدكتور شاهر إسماعيل الشاهر بـ 409 صفحات من القطع الكبير.
يروي الكتاب حكاية الصمود التي سطرها السوريون عبر سني الحرب, وكيف دافعوا عن وطنهم الأغلى والأثمن ممن أرادوا العبث فيه.
تضمن الكتاب سبعة فصول نذكر منها: المخططات الخارجية لتقسيم المنطقة العربية – مرحلة التجهيز لاستهداف سورية – الأزمة السورية الأسباب والأطراف والأهداف – الأطراف الإقليمية والدولية للأزمة السورية.
في الفصل الأول المعنون بـ «المخططات الخارجية لتقسيم المنطقة العربية» يتناول الشاهر ثلاثة مباحث يتحدث في الأول عن فكرة التقسيم في الاستراتيجية الصهيونية الأميركية, والثاني عن أهداف الدول الغربية من تقسيم المنطقة العربية, أما في الثالث فيشرح سيناريوهات التقسيم: المنطقة العربية عامة وسورية خاصة.
ويشرح في الفصل الثاني عن مرحلة التجهيز لاستهداف سورية انطلاقاً من أهميتها الاستراتيجية، وتكييف الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية بما يخدم مشروعها، ونقل الاحتجاجات، واستخدام الأدوات: التركية- الإسرائيلية- القوى العربية بما فيها السعودية, بينما يوضح في الفصل الثالث أسباب الأزمة في سورية وأطرافها وأهدافهم، والتحولات العالمية التي مهدت للتغييرات الراهنة، ونشأة الأزمة وتطورها وتحليل أسبابها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية، والسبب الخارجي.
أما في الفصل الرابع فيستعرض المؤلف الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية للأزمة في سورية وتجلياتها.. لينتقل في الفصل الخامس إلى الملفات الإقليمية والدولية المتداخلة في سورية، كملف الطاقة (النفط والغاز) مصادره وطرق إمداده، ودور إيران الإقليمي، وأمن الخليج ومنابع الطاقة والمنعكسات العالمية، وملف الصراع التركي- السوري والأحلام العثمانية المتجددة، وملف الصراع بين سورية وحزب الله من جهة، و«إسرائيل» من جهة أخرى..
ويعرض الدكتور الشاهر في الفصل السادس رؤية ومبادرات الدول الكبرى لحل الأزمة في سورية سياسياً، كرؤية الولايات المتحدة من جهة، والأوروبية منجهة ثانية، ورؤية سورية وحلفائها للحل السياسي فيها من جهة أخرى.
وفي الفصل السابع يتطرق إلى استراتيجية القيادة السورية في مواجهة الأزمة ونتائجها وأساليبها في التعامل مع الأزمة، ومقومات الصمود السوري، ونتائج الأزمة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وجاء في مقدمة الكتاب بقلم الدكتور فيصل المقداد: يجهد الدكتور شاهر الشاهر بين دفتي هذا الكتاب للقراءة في الحرب الظالمة التي عصفت ببلدنا سورية وكلّفت الوطن والشعب والدولة خسارات لا تعوّض في الأرواح والعمران والثقافة والاقتصاد والتعليم والصحة.. ويشكل الكتاب فصلا من فصول الكتاب الكبير الذي كتبه السوريون بدمائهم, يتيح للقارئ أن يختار قراءته بنفسه للأحداث, ورسم رؤيته لها, وقد اتخذ الكاتب خيار الابتعاد عن تقديم الوصفات المعلّبة, فرسم لنفسه حياد الباحث في القراءة والاستنتاج, بحدود ماتسمح الحقائق الواضحة بالحياد بينها وبين الأكاذيب الملفّقة وحدود ما يتيح الصراع بين الحق والباطل قدراً من الحياد الافتراضي, تسهيلاً لنصرة الحق بلا مواربةً, والقارئ سيخرج بعد جولته بين صفحات هذا الكتاب بوضوح هذا الانحياز لكن بمفرداته هو, ورؤيته هو ليكتب كل قارئ رؤيته لهذه الحرب التي تشكل صفحة مؤسسة في تاريخنا المعاصر, بمثل ما تمثّل نتائجها المُدمّرة على بلدنا وصمة عار على من خطط ونفذ فصولها, وشارك في ارتكاباتها وجرائمها, وبمثل ما تمثل بدماء شهدائنا وإنجازات جيشنا ودولتنا وقائدنا مفخرةٌ ستقرأ فيها أجيالنا المقبلة صفحة كتب بنورٍ ونارٍ من تاريخ الوطن الذي نعتز, وإليه ننتسب, ولأجله ترخص الغاليات..
بدوره الدكتور الشاهر يقول في كتابه أن استهداف سورية يأتي كونها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية, مضيفاً أن سورية تدفع الثمن الباهظ،بشرياً ومادياً واقتصادياً وسياسياً، وما يلحق بها من دمار وخراب وبأيدٍ إرهابية، عربية وأجنبية مدعومة من أنظمة عربية وإقليمية، مثل تركيا، ودول استعمارية كبرى مثل أميركا وفرنسا وبريطانيا، دفاعاً عن أمنها الوطني وأمن الأمة العربية، ما يعني أن صمود سورية ومواجهتها للعدوان الكوني قرابة سبع سنوات إنما هو في حقيقته صمود للأمة العربية، يستهدف الحفاظ على ماتبقى من أمن الأمة العربية المستباح ليس من الدول الطامعة في السيطرة على المنطقة العربية فحسب، بل من أنظمة دول عربية تفتقد أدنى الروابط مع الأمة العربية، حيث يمارسون كل أنواع الوسائل لهدم وتحطيم الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي، ممثلاً بالدولة العربية السورية التي أصبحت فعلياً مرتكزاً لأمن العالم، عبر ما تشهده من تهديدات أميركية وغربية، ورموز لمواجهة هذه التهديدات، من روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية والمقاومة الإسلامية العربية.
يذكر أن الدكتور الشاهر من مواليد الميادين 1977 يحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة حلب عام 2008 بتقدير امتياز, له العديد من الكتب والدراسات نذكر منها:
– أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول 2001.
– السياسة الخارجية السورية: عقد التحديات الكبرى.
– الدولة في التحليل السياسي المقارن.
– الدولة دراسة في علم الاجتماع السياسي.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الجمعة 19-4-2019
رقم العدد : 16961

آخر الأخبار
إعزاز تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد عبد القادر الصالح  ولي العهد السعودي في واشنطن.. وترامب يخاطب الرئيس الشرع  أنامل سيدات حلب ترسم قصص النجاح   "تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها