مع اقتراب مباراة قمة الدوري الكروي الممتاز والتي ستجمع المتصدر تشرين بمضيفه الجيش بدمشق، علت أصوات تطالب بحكام أجانب لضمان العدالة في مباراة قد تحسم اللقب أو قد تكون مفصلية في صراع المنافسة على البطولة.
قبل مدة أيضاً كان هناك حديث عن الاستعانة بحكام أجانب في المراحل الأخيرة من الدوري، حيث الصراع المفتوح على طرفي سلم الترتيب والمنافسة الشديدة من أجل الهروب من الهبوط من طرف، والفوز باللقب من طرف آخر، ووقتا قالها رئيس لجنة الحكام بوضوح العقيد زكريا قناة أن الأمر غير وارد، ونحن هنا معه لعدة أسباب، أولها وأهمها أن الاستعانة بالحكم الأجنبي لاتضمن قرارات صحيحة مائة بالمائة، وكلنا يتابع ويشاهد أخطاء التحكيم في كل الدوريات العالمية، وحتى الدول التي استعانت بحكام أجانب لم تسلم من الانتقادات، ولعل اختراع تقنية الفار ما هو إلا للتأكيد على أن الأخطاء التحكيمية لا يمكن أن تزول طالما أنها إنسانية، بل والأكثر من ذلك أنه حتى الفار في حالات هناك من ينتقده.
من جهة أخرى وإذا قبلنا بأنه يجب الاستعانة بالحكام الأجانب لأنهم بعيدون عن الضغوط والحسابات والتشكيك، فمن وكيف يمكن تغطية نفقات استقدام هؤلاء الحكام الكبيرة التي تتضمن تكاليف السفر والإقامة والأجور وهي كبيرة جداً؟!
باختصار نحن لسنا مع الاستعانة بالأجانب وهناك أمور أكثر ضرورة يجب الاهتمام بها في كرتنا ورياضتنا ونقصد المنشآت والملاعب، أما الجانب التحكيمي فالأهم هنا هو أن يكون الحكم وقد اختار هذا المجال شجاعاً واثقاً بنفسه، ومن ثم يجب إبعاد الحكام عن الحسابات والضغوط التي قد تؤثر في قراراتهم إنسانياً وليس بشكل متعمد أو مقصود، ومع المراحل لأربع المتبقية من عمر الدوري نتمنى من جماهير وإدارات الأندية عدم الحديث عن التحكيم، فهذا من مهام اتحاد اللعبة ولجنة حكامه التي تعمل في رأينا بشكل جيد، وهم لن يتأخروا في اختيار الأكثر كفاءة في هذه المراحل المهمة والحاسمة، بينما يجب على الفرق الاهتمام بأدائها الذي لا يؤثر معه أي خطأ، إلا أخطاء اللاعبين أنفسهم ..
ما بين السطور
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962

السابق
التالي