الجولان والانتماء في السينما السورية

تميزت الأفلام السورية عبر تاريخها وخاصة تلك المُنتجة ضمن إطار المؤسسة العامة للسينما بخوضها غمار مختلف القضايا التي تلامس هموم وهواجس المواطن العربي عموماً والسوري بشكل خاص ، فتنوعت موضوعاتها وتشعبت ، ومما تناولته (قضية الهوية ، القضية الفلسطينية واللاجئين ، سورية ولبنان ، الحب، المهمشون ، الفساد ، العادات والتقاليد ، نظرة المجتمع المرأة،..) وذلك سعياً منها لتكون أداة تنوير وتوعية وتحريض للفكر ، وطرح مبدعوها موقفهم من الحياة ، هذا الموقف غير الحيادي الذي يعكس رؤى ويثيرالعديد من الأسئلة .
وبالتالي يمكن القول :إنه من أبرز السمات التي يتمتع بها الفيلم السوري عمقه ورؤاه الفكرية ، ولعل قضية الهوية والانتماء للوطن واحدة من أبرز الهواجس التي قدمتها السينما السورية عبر أفلامها ، حيث أخذ الكثير منها على عاتقه تكريس موضوع الهوية والتأكيد على الانتماء الوطني والقومي ، منها ما كان هذا الموضوع هو الهاجس الأساسي فيها ومحورها الرئيسي ومنها ما شكّل موضوع الهوية والانتماء أحد الأركان الحاضرة بقوة ضمنها إن كان عبر البيئة أو الذاكرة الجمعية وأحداث ارتبطت بالمكان والزمان أو من خلال العادات والتقاليد والطقوس التي تشكّل في مجموعها هوية مجتمع متكامل .
ويعتبر فيلم (الهوية) أحد أنصع الأمثلة التي يمكن تقديمها ضمن هذا الإطار ، فقد حمل هماً وطنياً وقومياً طارحاً عبر أحداثه مجموعة من الأفكار التي تصب في إطار المقاومة والنضال والدفاع عن الأرض ، كما برز موضوع الهوية من خلال إظهار خصوصية المكان والبيئة في فيلم :(شيء ما يحترق) الذي طرحت فكرته الأساسية موضوع الحنين إلى الأرض من خلال من نزحوا من أهلنا في الجولان عام 1967 وسكنوا في أطراف دمشق ، راصداً حياتهم بعد مرور عشرين عاماً والحنين الذي يعتلج في قلوبهم آملاً في العودة . هذا الحنين وذلك الأمل الذي ظهر بشكل جلي عبر أحداث فيلم :(حنين الذاكرة) الذي عرض مؤخراً والذي يتناول حكاية شاب ولد في حزيران عام 1967 من أسرة جولانية تنزح إلى دمشق بعد دخول الصهاينة إلى بلدتهم حيث نشهد الكثير من الحكايات عبر خمسين عاماً وصولاً للمرحلة الحالية ، أما فيلم (الليل) فكان بمثابة ذاكرة روحيّة منسوجة من عمق الأحداث وشكّل استقراءً لألم مرحلة هامة من تاريخنا، قارئاً بحميمية عالية الخصوصية التي تتمتع بها مدينة القنيطرة في احتضانها مختلف أطياف الشعب ضمن نسيج منصهر متكامل ومتآلف ، كما أي مدينة سورية أخرى .
عديدة هي الأفلام التي غاصت إلى العمق وكان الجولان في قلبها ، فقدم مبدعوها رؤاهم ليمسي نتاج كل منهم رافداً يصب في مجرى الحراك السينمائي السوري الذي ينتصر للتوعية والتنوير .
fouaadd@gmail.com

فؤاد مسعد
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963

 

 

 

 

آخر الأخبار
المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس