في كل مرة تتفاعل فيها أروقة آستنة مع أي مبادرة تطوي صفحة الإرهاب في سورية، وتدعم الحل السياسي، وتلتزم بالمبدأ الأساسي الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وخصوصاً فيما يتعلق بتذليل العقبات أمام السوريين للوصول إلى بر الأمان وإعادة الاستقرار، تصر منظومة العدوان بقيادة واشنطن على التصعيد الميداني من جهة وتعطيل الحلول من جهة أخرى.
وكذا الحال اليوم، ففيما تستعد العاصمة الكازاخية لاستضافة محطة جديدة من استئناف المحادثات، التي تركز على الحل السياسي ومحاربة التنظيمات الإرهابية، والعمل على حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لهم، نجد واشنطن وأدواتها وهم يستنفرون قواهم لنسف الحوار ورفع منسوب العقوبات وتأجيج الأوضاع الميدانية بأي طريقة.
فأميركا وأدواتها الإقليمية ومرتزقتها يدركون أن نجاح فرص الحل في آستنة يخرب مشاريعهم المشبوهة وأجنداتهم الاستعمارية، لذا نرى خطواتهم تتسارع نحو دعم التنظيمات الإرهابية، والإصرار على التصعيد رغم إدراكهم أنه ينعكس عليهم وعلى مرتزقتهم سلباً، ويضيق الخيارات أمامهم.
يمارسون المزيد من البلطجة والحصار على اللاجئين في مخيم الركبان وغيره، ويدعمون مرتزقتهم من قسد وداعش وسواهما، ويمولون إرهابيي الخوذ البيضاء بالملايين تمهيداً لمسرحيات كيماوية جديدة، ويدفعون بإرهابييهم في الشمال السوري لضرب الاستقرار، لأن هيمنتهم على سورية والمنطقة ستذهب أدراج الرياح إن لم يفعلوا تلك الجرائم.
لكن رغم كل تلك السياسات العمياء فإن السوريين وضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً وهو دحر الإرهاب وإعادة الأمن إلى ربوعهم، والمضي بالحل السياسي رغم أنف أميركا وأدواتها ومرتزقتها.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963