حتى لو كان مجسماً من خشب فإن هؤلاء الأطفال وبشكل عفوي اتجهوا للسلام على العجوز الجد وكأنه حقيقة ماثلة أمامهم، وذلك في معرض تراثي لجمعية العاديات في سلمية، لا ليبرزوا فقط الملابس الشعبية القديمة للمنطقة لكن ليبقى الجد حاضراً في العائلة يشع دفئاً في لياليها الباردة، فدائماً الأطفال يحبون الجد والجدة وما زالت زيارتهم في الأعياد أولوية.
كانت العائلة السورية تجتمع في بيت كبير واحد تضم ثلاثة أجيال (الأجداد والأبناء والأحفاد) ونتيجة التطور العمراني صار لكل جيل بيت منفصل، لكن يحرص جيل الآباء حتى اليوم على أن يكون أبناؤهم بالقرب منهم فيشيدون لهم بيوتاً من طبقات، ومع دخول الثقافة الغربية (التي تنشر ثقافة الاستقلالية التامة للأبناء بعد الـ 18 عاماً) دخل الخوف إلى قلب المجتمع الذي اعتاد على احتضان أبنائه وأحفاده مع حرصه على بناء شخصيتهم المتفردة، فرفض الفكرة ولم يتقبلها لذا كنا كمجتمع سوري واثقين أن النسيج العائلي سيبقى حياً رغم تداعيات الحرب ولن يكون نسيج العائلة القائم على تقديس الحياة العائلية خطأ اجتماعياً أو تخلفاً بل سيبقى ميزة المجتمع السوري.
الثورة – أيدا المولي
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964
