تبدو متابعة الجهات المنفذة لمشاريع إعادة التأهيل في المدن الصناعية ضرورة ملحّة في ظل تفعيل الاستثمار، وتنشيط حركة الأعمال لتحقيق الغاية المرجوة منها، إذ يُتوقع أنها ستنعكس إيجاباً على الاستثمار، وتشجع الصناعيين والمستثمرين الذين غادروها للعودة إليها وتشغيل معاملهم.
كما يحمل الإعلان عن إنشاء مناطق صناعية وحرفية جديدة في هذه المرحلة المهمة مؤشرات تدل على تعافٍ اقتصادي مبشر، ما يستلزم الإعداد لها وفق خطط مدروسة لضمان تحقيق النتائج المطلوبة المتمثلة في إخراج الاقتصاد المحلي من كبوته والبدء في مرحلة إنعاشه والنهوض به مجدداً.
ولدعم الاستثمار لا بد من معالجة الصعوبات والتحديات التي تواجه المستثمرين، أهمها تكليف المدن الصناعية دراسة التوسع المستقبلي للمدن الصناعية، وتفعيل المناطق الحرفية والسكنية والمرافق التجارية، بالإضافة إلى تكليف مجالس المدن الصناعية إعادة دراسة آليات سداد الأقساط فيها، واقتراح التعديلات المطلوبة، ناهيك عن دعم الحاضنة الاستثمارية المتمثلة بالمدن الصناعية مع الجهات الحكومية التي يرتبط عملها بهذا الشأن، كذلك إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة كاملة.
وانطلاقاً من كون المدن والمناطق الصناعية تساهم بدور مهم في تأمين البيئة الاستثمارية للمشاريع الصناعية والحرفية، وتفتح الأبواب والفرص أمام تطوير الصناعات والحرف الوطنية، ودعمها بالمقاسم المجهزة بالبنى التحتية، مع تأمين المستلزمات الخاصة بهدف منح مزيد من التسهيلات لجذب الاستثمارات (المحلية والأجنبية)، فإن أنصاف الحلول باتت غير مجدية، ولا بد من إعادة تأهيل المناطق الصناعية، وإيجاد قاعدة متينة لدعم الصناعة فيها لما تحمله بين دفتيها من عناوين عريضة، بعيداً عن مساومة الصناعيين على منشآتهم التي ربما تلحق تخوّفاً على الصناعة الوطنية جراء الرؤى التنظيمية الجديدة، وتهجير الصناعيين بعد أن باشروا بترميم منشآتهم.
واقع الحال لا ينفعه خطوات إسعافية، في ظل المراهنة على تحسن الاستثمار في المدن والمناطق الصناعية، بعد منح التسهيلات والمزايا للتشجيع على إقامة مشاريع إنتاجية وتنموية، وتوحيد الجهود لتأمين عودة سريعة للإنتاج، والعمل في كنف البرنامج الحكومي الذي يعمل بالتوازي لإعادة الإعمار وإعادة عجلة الإنتاج خاصة مع توفر الأمن والأمان، والحديث عن دعم القطاع الحرفي والنهوض به واحتضان العاملين فيه بعد الأضرار التي تعرضوا لها يتكرر بين فترة وأخرى، غير أن الكلام الكثير والوعود بتسهيل عملهم، بقيت في كثير من الأحيان مجرد حبر على الورق، ولن تتحقق جدواها وأهدافها إن لم تجد طريقها للتنفيذ وفق برنامج واضح ومحدد يلبي متطلبات وواقع القطاع الحرفي.
حديث الناس
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964

السابق
التالي