لا ندري كيف ستكون حال المجتمع الدولي في قادم الأيام والسنين؟.. ونحن نرى ونسمع أن العلاقات السياسية والإنسانية والدبلوماسية بين الدول والحكومات والشعوب أصبحت تقاس لدى الولايات المتحدة الأميركية بالأوزان والأطنان، في ظل مساعيها المستمرة لنشر الإرهاب الداعشي وأمثاله في كل الاتجاهات، وحمايته جهاراً نهاراً بشكل خاص في سورية، وهذا ما يجعلها تمثل خطراً صريحاً على الأمن والسلم الدوليين، يتطلب من المجتمع الدولي وقفة صادقة في وجه هذه السياسة التدميرية.
وبعملية حسابية بسيطة يمكن لكل مراقب أن يعرف كم هي «الأطنان المطنطنة» من الدبلوماسية التي تمتلكها إدارة ترامب، باعتبار أن سفيرها وممثلها الدبلوماسي لدى روسيا جون هانتسمان حدد أن كل حاملة طائرات أميركية تعادل 100 ألف طن من الدبلوماسية العالمية، فبهذه الحالة تمتلك واشنطن أكثر بكثير من غيرها، مئات الآلاف ربما الملايين من الأطنان الدبلوماسية، كونه لديها تسعة عشر حاملة طائرات بحسب مؤسسة (غلوبال فاير باور) المتخصصة في الشؤون العسكرية تنتشر من المحيط الأطلسي إلى الهادئ، وحتى مياه الخليج العربي مروراً بالبحر الأبيض المتوسط.
الرؤية السياسية الأميركية التي عبر عنها الدبلوماسي هانتسمان، لم تأت من فراغ، بل هي تختزل فورة البلطجة والإرهاب التي جسدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأبشع صورها، بأوهامه وشذوذه السياسي، والذي يحاول من خلاله أن يقول للدول الأخرى الفاعلة على الساحة الدولية، وأولها روسيا والصين وسورية وإيران وغيرها ممن لا تسير وفق التوجه الأميركي: إنني هنا، وقادر على ارتكاب الكثير من الأفعال الإرهابية، ولا يعنيني الاستقرار العالمي من بعيد ولا من قريب، وأن السياسة الأميركية تقوم أولاً وأخيراً على القوة العسكرية وفائضها.
وأمام تصاعد حدة الإرهاب الأميركي، يجب أن يقوم المجتمع الدولي بادئ ذي بدء بحل تحالف واشنطن الخارج على القانون، وأن يقوم بتشكل هيئات قانونية دولية لمحاسبتهم على أفعالهم الإجرامية التي ارتكبوها سواء كان في سورية أم العراق أم ليبيا أم غيرها من الدول، وقبل أن يشعلوا حروباً جديدة في المنطقة لا تبقي ولا تذر. نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 25-4-2019
رقم العدد : 16964

السابق
التالي