الملحق الثقافي..سلام الفاضل:
على رصيفٍ اعتادَ
انتظامَ خطوتي
رافقَ سنيّ مولدها الأولى
حبا معها
وضمدا سوياً ركبتيهما
بعد أولِ زلةٍ
بعد أولِ سقطةٍ
كنتُ أمشي
في شارع
ذاكرتُ أسماءَ محاله
حتى باتت سيمفونية
أعزفها، وأكررها
وقتَ السأمِ
يوم تتشابه المواسمُ
فتغدو السماءُ أغرب
ويغدو الكونُ أغرب
وتغدو الأشجارُ في عريها
أجمل
ويغدو الفضاءُ على سعته
أضيق
كنت أمشي
هناك عند الزاوية
حيث للحجرِ نبضٌ
حيث للصخرِ شريانٌ يتفتق
والحائطُ الكلسيُ
بكل برودته
بكل جموده
بات لوحاً للذكرى يجمع
حيث تُحفظُ الأسماءُ لتبقى
حيث تُوحَد الأشياءُ
وإن كان وعدها أن تتفرق
فمن اسمين
بهتَ الحبرُ عنهما
إلى جمعٍ من الرفقاء
شهقَ القلمُ عند
آخر تاريخ لهم
وأمام تشظيهم
في الحزن أغرق
هناك حيث المارةُ
يتشابهون، ويختلفون
فالأفواهُ صامتةٌ
والقلوب منها الفَرِح،
ومنها المحزون
هناك التقيتُ بماضٍ ولى
ابتسمَ لي حين رآني
فسخرتُ في نفسي
من هذا المتسكع
للوصل، للأماني
إن الزمن يا صديقي
انقضى، وولى
هل تؤكل الكمثرى
بعد أن تُرمى
أو هل يعود للورد لونٌ
بعد الذبول
أنا قلبٌ عنيدٌ
إن بكى بات كجلمود
أنا نفسٌ قاسيةٌ
عند الألم لا تعرف الرحمة
لا ترافق القنوط
أنا فصلٌ خامسٌ
لا يعرفُ انتظامَ الفصول
فشمسي دافئة
ولكن إن أفلت
فإنها لن تعودَ ثانيةً
في أرضك للظهور
التاريخ: الثلاثاء30-4-2019
رقم العدد : 16967