ونحن نعيش هذه الأيام العظيمة من شهر رمضان المبارك، لا بد لنا أن نستشعر معنى الصيام، وندرك أبعاد حكمته ونبحث عن فوائده التي تتجلى عبر جوانب عديدة.
فمن هذه الجوانب ما هو روحي: فالصيام يقرب الإنسان من ربه، ويدفعه إلى الاستقامة في السلوك، والسمو في الأخلاق ويساهم في تربية النفس والارتقاء بها وتدريبها على احتواء الانفعال وكظم الغيظ.
ومنها ما هو اجتماعي: حيث يربى المرء على التزام النظام والدقة في المواعيد والتنفيذ الجماعي لكثير من الأمور.
ومنها ما هو إنساني: حيث يشعر الصائم بشعور الفقراء والمساكين ويدفعه إلى الاهتمام بهم وتقديم يد العون لهم.
أما فوائد الصوم من الناحية الصحية، فهي تطول إيجابياً مختلف أنحاء الجسم.
ولعل شهر رمضان المبارك يكون بداية لترشيد عاداتنا سواء أكان من حيث الكم أم الكيف من الغذاء، وإن من أهم النتائج التي توصلت إليها الأبحاث العلمية الحديثة هي أن الإسراف في تناول الأطعمة هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى تدهور صحة الإنسان وإصابته بالعديد من الأمراض التي تذبل شبابه وتصيبه بأعراض الشيخوخة المبكرة وأمراضها المختلفة.
والصوم وسيلة لتطهير الجسم من السموم والفضلات المتراكمة، والناجمة عن عملية التمثيل الغذائي. كما يساعد على الوقاية من الانتكاسات السلبية الناجمة عن تناول الأدوية الكيميائية المختلفة التي تؤثر على جسم الإنسان.
ولا تنحصر فوائد الصيام في كونه وسيلة وقائية من الأمراض فحسب بل يعالج الأمراض المزمنة.
وقد أجمعت المدارس الطبية على أن الطبيب في المستقبل لن يقدم الدواء لمريضه، بل سيهتم به من خلال الحمية الغذائية وهذا ما يحققه الصيام.
هذا غيض من فيض فوائد الصيام إنه حقاً صيدلية ربانية تحقق جملة فوائد روحية ونفسية وصحية واجتماعية.
د. محمد منير ابو شعر
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970