كثير من الأحيان يتبادر إلى الذهن سؤال هل يكفي تغيير المناهج لتطوير التعليم في مدارسنا ؟ ألسنا بحاجة لنهضة تربوية شاملة تنطلق من عدة محاور أهمها البنية التحتية للمدارس والمكونات المادية ( إن جاز التعبير) لهذه الصروح العلمية التي يتشكل بين جدرانها جزء كبير من شخصية أولادنا وحياتهم المستقبلية من إعادة تأهيل المدارس والصفوف بالشكل اللائق ، أليست الكثير من مدارسنا تفتقر لمقومات الرعاية الصحية وغياب أبسط قواعد النظافة في حمامات المدارس العامة، فمن الملاحظ أنه وبجولة بسيطة تطال مجموعة من المدارس وفي مناطق متفرقة بدمشق وريفها – على سبيل المثال – نجد أن الغالبية العظمى من المدارس تكون الحمامات قليلة العدد قياساً بعدد الصفوف وعدد الطلاب ،وهي تفتقر لأبسط الشروط الصحية وفي أحيان أخرى تكون غير مؤهلة ولا تصلح للاستخدام قياسا» بالحمامات المخصصة للمدرسات والمشرفين فيها،إضافة إلى افتقارها لأبسط شروط النظافة والاهتمام.
هذا المرفق الحيوي مرتبط ارتباطا» بحياة الطالب المدرسية والصحية . فكم من الطلاب تغيبوا قسريا» عن مدارسهم بسبب غياب الحمام في المدرسة أو تغيب النظافة فيه ما يحول دون استخدامه، وإذ نرفع شعار التفكير السليم لطلابنا في الصحة السليمة أوليست العناية بالنظافة والاهتمام بالحمّام المدرسي جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية .
أليست العملية التربوية تكاملية وتشابكية ؟ألا تفتقر مدارسنا للبناء الحيوي المفعم بالحياة والحيوية ليقود طلابنا إلى حب المدرسة والدراسة وبالتالي التفوق والتحصيل الدراسي الأمثل الذي نسعى له جميعا».
أليس المكان جزءاً من ذاكرتنا التي تشكل هويتنا النفسية والاجتماعية والثقافية.لماذا لا نبادر رغم وجود الموهوبين الكثر فيها ولماذا لا توظّف طاقات طلابنا في ملئها بالرسومات واللوحات التعبيرية ، فنجعل الطالب مرتبطاً ارتباطا» حيويا» مع مدرسته ويقضي أجمل أوقاته بين جدرانها.
نتساءل أيضا» ما هي التكلفة أو المجهود الذي يحيل باحات المدارس إلى حدائق صغيرة أو مساحات مزروعة متناثرة هنا وهناك ..بيئة صديقة للطفولة تدعمه نفسيا وتقلل من تداعيات حرب استهدفت الطفولة ببراءتها وفضولها المعرفي والحركي ،بيئة نظيفة جميلة كلفتها بسيطة ومهملة القيمة أمام تكلفة إعادة تطوير وطباعة مناهج جديدة تحاول النهوض بطلابنا إلى التعلم بالاستنتاج والتحليل والتفكير والتسلح بعلم يمكنهم من خوض سوق العمل بجدارة وثقة .
أسئلة كثيرة على طاولة المعنيين وأولياء الشأن في وزارة التربية.
ثناء أبودقن
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970