من نبض الحدث..جذوة الصراعات تزداد لهيباً.. وحقل المراوغة الأميركي التركي يعجُّ بالنفاق

تطورات الأحداث المتسارعة وارتباطها مع الصراعات الإقليمية والدولية لا تبشر بالخير، وربما تنذر بأخطار كبيرة ونتائج لا تحمد عقباها، لأن أميركا لا تريد لنار الصراع التي أشعلتها في مختلف المناطق أن تنطفئ، ولاسيما أنها تعمل جاهدة لإطالة الحبال التي تلعب عليها، وإكسابها المزيد من المرونة والقوة، ليتسنى لها القفز فوقها مطمئنة، وما قيامها بإدخال المزيد من شحنات السلاح والمعدات العسكرية لـ«قسد» رغم إعلانها عن إنهاء وجود «داعش» إلا تأكيد على ذلك.
بالتالي خيوط الحرب على سورية تزداد تشابكاً وتعقيداً، وذلك مع زيادة مساحة حقل المراوغة الأميركي الذي تعمل إدارة دونالد ترامب على زرعه بالكثير من مفخخات الوعود الفارغة والتصريحات الخلبية، وتجريده من وعود الانسحاب المزعوم، بدءاً بما تمارسه بحق المحتجزين في مخيم الركبان، مروراً بالحديث عن إبقاء عدد من النقاط لاستكمال العدوان والاعتداءات ودعم العملاء، والاستمرار باستخدام ورقتهم لتخويف التابع التركي والضغط عليه، وإبقائه تحت عباءة البيت الأبيض الذي يعلله دائماً بتحقيق حلمه فيما يسمى المنطقة الآمنة.
التابع المذكور يحاول في المقلب الآخر اللعب بعيداً عن سيده الأميركي، عبر العزف على الوتر القبلي والعشائري لأبناء الرقة ودير الزور، محاولاً استنهاض «هممهم» لمحاربة «قسد» واستخدامهم كوقود في حربه المزعومة ضدهم، تماماً كما استخدم عصابات الحر في عفرين والجزيرة، متناسياً التزاماته التي قبل فيها أمام الشريكين الإيراني والروسي في آستنة وسوتشي، وذلك عبر تشكيل ما يسمى المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، غير مدرك أن مساعيه لذلك سوف تبوء بالفشل، ولن تحقق له أياً من أهدافه بإطالة أمد الحرب العدوانية الذي كان طرفاً رئيساً فيها.
وكلاء أميركا اعتادوا القبول بما تفرضه من واقع، ويقبلون الانجرار خلفها دون أي تفكير بما تلحقهم فيها من أذى، ولم يدركوا حتى الآن أن يدها فيما لو تركت منفردة، لا تستطيع التصفيق بها، وهم من يسهّل لها ارتكاب موبقاتها، وتسعير النيران التي تزداد لهيباً، ولهذا بات من المؤكد أن وضع حد لإنهاء الأزمات على اختلاف أنواعها وانتشارها، لن يكون إلا بهزيمة المشروع الأميركي القائم على قواعد الإرهاب المصنّع مخابراتياً وفي الكواليس والغرف السوداء، وهذا لن يتحقق مادامت هناك بعض الأنظمة التي ترى نفسها بأنه مغلوب على أمرها، ولا يمكنها العيش من دون الحماية الأميركية، بينما الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، والحاجة فقط لبعض الإرادة.
أشكال جديدة سوف يأخذها الصراع الراهن، بعد أن اتخذ بعداً إقليمياً ودولياً، وأصبح العالم من فنزويلا غرباً، حتى إيران وكوريا الديمقراطية شرقاً، مروراً بالدول العربية مهدداً بالحروب الأميركية والصهيونية، والتي أول ما يبدؤها الطرفان بحياكة المؤامرات، والتحريض ضد الحكومات الشرعية، وهذا بحد ذاته يشكل رعباً حقيقياً يهدد الأمن والسلم الدوليين.

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970

 

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر