تميز المشهد الثقافي في الآونة الأخيرة بالغنى والتنوع في غير فن من الفنون وعلى غير منبر «ندوات، مهرجانات، معارض، مسرحيات..» هذا إلى جانب العديد من الأنشطة الفنية والموسيقية التي حظيت باهتمام الجمهور وحضوره.
واليوم إذ نستقبل شهر رمضان المبارك نجد انحسارا لهذه الأنشطة أو نكاد نقول توقفها، وكأن الثقافة والفنون والأنشطة لايمكنها أن تكون حاضرة في هذا الشهر للاعتقاد بأن الناس تتجه إلى شؤون أخرى، علما أنه يمكن استثمار هذا الشهر ثقافيا واجتماعيا وفكريا بما يضفي عليه نكهة أخرى من خلال إحياء للعادات والتقاليد التي درجنا عليها في هذا الشهر المبارك وغرس مفاهيم المحبة والتكافل والتعاون بين الناس عبر العديد من الأنشطة التي تجمع بين الترفيه والفائدة وعرض التراث الشعبي من خلال بعض المهرجانات الرمضانية التي درجنا على إقامتها قبل أن تصيبنا تلك الحرب القذرة.
ربما لهذا الشهر خصوصيته، حيث يتسابق فيه الناس على تقديم مامن شأنه أن يعيد للحياة ألقها، وهذه فرصة لإعادة لملمة شتات النفوس وبنائها من جديد، وتزويدها بمؤونة من الأفكار والطروحات الإيجابية عبر فعاليات تستقطب الأطفال والشباب وحتى العائلات، والمشاركة الفاعلة في تقديم المشاريع لإعادة إحياء تراثنا، والتئام جروحنا، عبر تمثل قيم هذا الشهر الكريم، و تقديم الأنموذج للإنسان السوري الذي استطاع أن يقهر الحرب الظالمة ويتجاوزها ليبدأ البناء من جديد.
ونذكر في سنوات قبل الحرب كيف استطاعت ماأطلق عليها «الخيم الرمضانية» أن تستقطب جمهورا كبيرا من الناس في فعاليات ثقافية وفنية، وقدمت نماذج من الفنون التي تحكي عراقة تراثنا ومجد أجدادنا، وغنى ثقافتنا، فكانت مهرجانات حقيقية تحيي تلك العادات والقيم الهامة التي نعتز ونفاخر فيها، وماأحوجنا اليوم للتمسك بها، وتعريف الأجيال بتراثها ليكونوا حملة المشاعل في القادم من الأيام.
وجميعنا يدرك أن حربنا مع العدو هي حرب ثقافية تستهدفنا في هويتنا وتراثنا، فلنعد لهم مااستطعنا من تحصين لأوابدنا وحضارتنا عبر تكريس مفاهيم الانتماء والمواطنة لدى شبابنا ليكونوا بحق خير خلف لخير سلف.. رمضان كريم.
رؤيـــــــة
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971
السابق
التالي