(قدس أقداسك يا بنت) عنوان مجموعة شعرية للشاعر ابراهيم فهد منصور ب 243 صفحة من القطع المتوسط.
المجموعة التي شملت ما يقارب المئة قصيدة غلب عليها الحب والأمل والبوح العاطفي الذي يدخل في خبايا الروح نذكر منهم: (طهارة – مباركة أنت بين النساء – صباحك يابنت – قمر في سريرك – مؤونة حب – لست امرأة أنت سماء…الخ).
أصبّ يديك لأغسل وجهي
أصابعك الآن تقطر ضوءاً على وجنتي
أحسُّ بهذا الضياء الملّون يسري بروحي
فكيف تقولين أني ضرير
على هذه الوتيرة من العبارات الجميلة ينسج منصور هذا الفيض الوجداني لكل المعاني الجميلة, فينعكس أثرها على القارئ الذي يسير مع المجموعة دون ملل أو تكلف.
وفي قصيدة (أمهلي هذا الخشب) يبحر الشاعر في تراتيل الحب, فيقدم كل ماهو جميل ولافت… يكتب للحبيبة بلغة رصينة, ومعان فريدة, وكأنها الملهمة لكتابة الشعر السامي العميق فيقول:
أمهليني لأخرج منك.. قليلاً
ولن أتأخر أو أتباطأ في الموت
إلا دقائق تكفي لنكمل بعض الأغاني
ونرقص رقصتنا من قبيل الحداد
ونكسر آخر قلب شربناه عند الظهيرة
أما قصيدة (كلُّ عامٍ ودمشقُ بخيرٍ) فلا تقل روعة وجمالاً عن سابقتها, ففيها وصف مستند إلى رؤية جمالية ودلالة مكانية, فبدت كلماته نقوش على شغاف قلوبنا عندما قال:
طمئنوني على كل بنتٍ تحبُ دمشق
سأعرف أن الحياة بخير
وليس هنالك مايستحق الزعل !
طمئنوني على أي جنب
ينام ملاك التمني لأوقظه
كل عام وأنتَ بخير
لك الياسمين ولي كل هذا العسل
وبصور شعرية متدفقة من الذات, ومفردات بدت كنسائم الليل الوادعة كتب منصور على صفحاته البيضاء مساحات من الحب, فجاء الليل بكل فنونه وغاياته وخصوصيته منسوجاً بكلماته فيقول لها:
لايتسع الليل لأكثر من قمر
يتسكع تحت قميصك حين تمرين
فمن أين تجيء الأقمار
يابنت قفي.. يابنت قفي
إن القلب يضيق.. يضيق.. يضيق
كأن يداً تعصره مثل المنديل
ومنك تسيل الأنوار
ونقرأ في قصيدة (هي غوطة قلبي):
حين كبرت على غصن التفاحة
لوّحني الحب.. ولم أدرِ بأن يد امرأة
كسرت كل الأغصان حوالي لأسقط
لكني لم أسقط إلا حين
قطفت يديها الناضجتين !
ألهذا استوت الانثى العجراء
بعين الرجل الأعمى فرأى سوءته؟
ألهذا أغوته بقطف النهد البضّ وكان
طرياً حتى انفجرت من كفيه عيون الشهد
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973