عادت أمس دفعة جديدة من المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى الوطن تضم عشرات المواطنين القادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب – جابر الحدودي، تمهيدا لنقلهم إلى قراهم وبلداتهم وذلك ضمن إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين إلى مناطقهم وبلداتهم التي تم تحريرها من الإرهاب.
وقامت الجهات المعنية في محافظة درعا بتجهيز عدد من الحافلات وسيارات الشحن لنقل العائدين وأمتعتهم إلى قراهم وبلداتهم بعد تقديم واستكمال جميع إجراءات الدخول وتقديم جميع الخدمات الصحية والاغاثية للمحتاجين منهم.
العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب أوضح أن المركز استقبل أمس عشرات المهجرين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال حيث قدمت لهم الجهات المعنية كل ما يلزم من حافلات وسيارات شاحنة لنقلهم وأمتعتهم من المنطقة الفاصلة بين معبري جابر ونصيب إلى داخل سورية، لافتا إلى أن عدد المهجرين الذين عادوا منذ افتتاح المعبر في منتصف تشرين الأول الماضي حتى الآن بلغ/ ١٩٦٢٠/ مهجرا دخلوا بموجب تذاكر مرور مؤقتة.
العائدون اليوم عبروا عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن بعد تهجير قسري تجاوز الخمس سنوات بسبب الإرهاب، قائلين إن غالبية المهجرين ينتظرون انتهاء العام الدراسي للعودة إلى ارض الوطن حيث الربيع الحقيقي وبيت الامان والطمأنينة الذي يجسده الوطن حضن الأم الدافئ.
وذكر العائدون أنهم الآن في حضن الوطن معبرين عن سعادتهم لعودتهم إلى بلداتهم بعد إعادة الأمن والأمان لها .. مؤكدين أن اعتداءات المجموعات الإرهابية أرغمتهم على مغادرة منازلهم ووطنهم بقوة السلاح مما اضطرهم إلى اللجوء إلى دول الجوار… مشيدين بانتصارات الجيش العربي السوري وتحرير معظم أراضي ومدن الوطن من رجس الإرهاب مؤكدين بأن ذلك الأمر كان الحافز الأساسي للعودة للوطن بالإضافة للتسهيلات التي تقدمها الدولة لعودة المهجرين.
وأشار العائدون إلى أنهم في قمة السعادة لعودتهم إلى بلداتهم حيث سيساهمون في العمل الزراعي والحرفي والإنتاج.. مشيرين إلى أن الوطن غال ويجب أن يساهم الجميع في الحفاظ عليه والدفاع عنه واعماره وطرد الإرهاب من كل بقعة ارض في الوطن.
وقال عدنان المصري من محافظة درعا العائد مع عائلته: 6 سنوات قضيناها متنقلين بين مخيمي الزعتري والأزرق « القرية الخامسة» عشنا أياما عصيبة حيث واجهنا الحرمان حتى في الابتسامة، منوها إلى التسهيلات الكبيرة والمعاملة الميسرة من قبل الجهات المعنية منذ دخولهم ارض الوطن.
عبد الغفور العلي من محافظة الرقة قال: رجوعي لوطني اليوم مع عائلتي بعد غياب قسري استمر 6 سنوات بسبب الإرهاب الذي ضرب بلدنا هو شعور مفعم بالسرور لعودة الأمان والاستقرار لجميع قرى وبلدات المحافظة وللتسهيلات المقدمة للعائدين.
سمير الحنيطي وصف عودته مع أسرته بعد تلك السنوات العجاف التي قضاها في مخيمات اللجوء قائلا: هذه العودة للوطن تشبه عودة الروح للجسد شوقا لتراب الوطن وأهل الوطن بعد عودة الأمن والاستقرار لبلداتنا المحررة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، داعيا كل المهجرين للعودة لأنه لا كرامة للمواطن إلا في وطنه.
فاطمة العلي من محافظة الرقة قالت:عدت اليوم مع عائلتي وشعورنا عند دخولنا ارض الوطن لا يوصف بعد معاناة أكثر من 5 سنوات من المعاناة في مخيمات اللجوء، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأطفال المهجرين ينتظرون العودة بفارغ الصبر ويحلمون بسنابل القمح الذهبية وبأشجار الزيتون وحمائم السلام التي تملأ سماءهم حيث بلاد الحرية والكرامة.
الأطفال آيات المصري وخالد العلي ومازن العلي عبروا عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن بعد سنوات من الحرمان من الدراسة، وقالوا: عودتنا اليوم هي الفرح بعينه حيث العودة إلى المدرسة الحقيقية في بلدنا والى أهلنا وأصدقائنا حيث الذكريات الجميلة بكل معانيها.
درعا – الثورة
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973
السابق