عاد مركز صبحي شعيب العريق إلى ألقه السابق سواء كان في البناء أو احتضان المواهب الجديدة في مدينة حمص حيث قامت مديرية الثقافة بإعادة ترميمه، ويتميز البناء بالعمارة الأبلقية ذات الحجارة السوداء والبيضاء والمتداخلة مع بعضها لتبرز طرازاً معمارياً جميلاً جمع بين محافظتين هما حمص المشهورة بالحجارة البازلتية السوداء وحماة بالحجارة البيضاء ويعود إلى الربع الأول من القرن العشرين فترة الاحتلال الفرنسي.
المهندس لدى مديرية الثقافة عبد الهادي النجار تحدث بأن البناء يمثل العمارة المتوسطية في فترة ما بعد البناء العربي المغلق على ذاته حيث يضم شرفات وانكشافا على الخارج متأثراً بالعمارة في منطقة المتوسط ويتميز بالأسقف المرتفعة وقاعة مركزية بمثابة موزع للغرف السبعة الجانبية منوهاً إلى السقف الجملوني فقد ركب على شبكة من الروابط والحوامل الخشبية ويلاحظ السقف من الداخل شبكة خشبية مثبت عليها طينة من الرمل والتراب والجبس والطين وتم المحافظة على نفس الطريقة بالمواد سواء بإصلاح السقف والاكساء, وفرشت أرضية الغرف والموزع ببلاط اسمنتي ملون لافتاً إلى ندرة الورشات العاملة بنوع البلاط ذاته التي أصبحت نادرة على مستوى القطر ومنطقة بلاد الشام ككل.
المهندس رامز السليم المنفذ للترميم فقال: عن تجربته بترميم الآثار وقد بدأت في دمشق حيث نفذ ترميم باب توما والمتحف الوطني وألقي على عاتقه مهمة ترميم مركز صبحي شعيب وتم إعادة رونق وروح البناء للنمط الكلاسيكي للمدينة نفسه مستخدماً نفس المواد الحقيقية في بناء المركز حيث تبلغ مساحته ما يقارب 180م2.
نقيب الفنانين التشكيليين في حمص أميل فرحة تحدث عن أهمية المركز بأنه خرج العديد من الفنانين الكبار في القطر وله تاريخ عريق ومصنف أثرياً من الأبنية التراثية وتم الحفاظ عليه بنفس المواد.
أما النحات إياد بلال فرأى بأنه يوثق ذاكرة التاريخ التشكيلي في المدينة وأطلق عليه اسم صبحي شعيب الذي حمل راية الفن بوقته ويعتبر فنانا مهما في المحافظة وبهدف الحفاظ على الحالة التراثية للمكان وطرق الدارسون والفنانون التشكيليون باب المركز رغم الدراسة الأكاديمية لكثير منهم وحاضنة رئيسية لتخريج المواهب التشكيلية منوهاً أنه واسطة العقد ستشهد بافتتاحه حركه تشكيلية متجددة بعد عودته وأصبح لدى حمص مركزان الأول في مجمع حي الشماس والثاني مركز صبحي شعيب مبيناً بأن الافتتاح ضم معرضين لجيلين الأول الاحترافيون والثاني من الطلاب المواهب المتدربين و المجموعة عملت في مركز الشماس العائد لمديرية الثقافة بمستويات جيدة.
على حين تحدثت الفنانة سميرة مدور حول مشاركتها في المعرض بأنه تزامن مع افتتاح المركز أبوابه ليحتضن كثيرا من الفنانين مبينة بأن عودته لسابق عهده يعني عودة الحياة لوسط المدينة ببناء جميل وشاركت في المعرض بلوحات منها واقعية وأخرى تعبيرية تمثل حمص القديمة وما واجهته المدينة من دمار وتنتقل تدريجياً إلى الألوان الزاهية والورود بألوانها الجذابة لتظهر نوعا من الإشراق والأمل يتسلل من جديد.
كما شاركت النحاتة ميسون حبل بمنحوتات لفتت نظر الحضور بأناقتها وإنسانيتها حيث ركزت على حالات إنسانية واقعية مطوعة الحجر لخدمة الفكرة المراد إظهارها وخاصة حالة الانكسار لدى المرأة والرجل وحتى الطفل وتبرز حالات ألم عشناها لسنوات ولا بد من التعبير عنها مستخدمة البازلت وحجر الأونيكس الجميل وإعطاء نوع من الإشراق والحبور حسب نوعيته.
وعبرت الفنانة ميساء كاسر علي في لوحاتها عن الحالة الإنسانية حيث جنحت للمدرسة التعبيرية والانطباعية حسب ما تفرضه الأفكار على اللوحة وقد رسمت النافذة من الداخل والخارج لتعكس الحالة الإنسانية.
رفاه الدروبي
التاريخ: الجمعة 10-5-2019
الرقم: 16974