تجنب الشبهات

كانت ولا تزال إجراءات التعاقد للجهات العامة في الدولة محط انتقادات منذ فترة طويلة خاصة وأن فيها من التعقيد والبيروقراطية الكثير الذي ما زال يؤثر على سير الأعمال ويحقق خسائر كبيرة للجهات العامة.. الإجراءات الرقابية والتعقيدات من المؤكد أنها لم تأتِ بلا سبب، حيث كان هناك في الماضي الكثير من الامتعاضات وإشارات الاستفهام حول إجراءات التعاقد عندما كانت أكثر مرونة، حيث كانت تفوح منها رائحة الفساد خاصة فيما يتعلق بالتعاقد المباشر.. وعليه كيف بالإمكان أن نمسك العصا من المنتصف لنصل إلى تسهيلات أكبر دون الوقوع في الشبهة وفتح الباب أمام المحسوبيات والتقاضي غير المشروع..؟ شهدنا منذ أيام إصدار رئاسة مجلس الوزراء التعليمات التنفيذية الجديدة للعقود التي تبرمها الجهات العامة والحالات الضرورية التي يجوز فيها التعاقد بالتراضي لتكون هذه العقود وفق ضوابط وأسس محددة. وبناء على التعليمات التنفيذية فإنه يجوز التعاقد بالتراضي من قبل الجهات العامة عندما تكون احتياجاتها المطلوبة محصوراً صنعها أو اقتناؤها أو الاتجار بها أو تقديمها أو استيرادها بشخص معين أو شركة وجهة معينة، أو عندما تقتضي الضرورة شراءها في أماكن إنتاجها، كما يجوز التعاقد عندما تكون هناك أسباب مهمة تستوجب قيام جهات معينة بتأمين احتياجات الجهة العامة أو عندما تكون احتياجات الجهة العامة المطلوبة تستهدف القيام بأبحاث أو تجارب، ما يتطلب اتباع أسلوب معين في التنفيذ بعيداً عن الأسلوب المعتاد. وفيما يتعلق بشراء العقارات فإنه يجوز للجهات العامة التعاقد بالتراضي عندما لا يكون هناك نفع عام يجيّز استملاك هذه العقارات ويتم ذلك استناداً لتقديرات تضعها لجنة مختصة في مجال شراء العقارات يشكّلها آمر الصرف لهذا الغرض أما بالنسبة لاستئجار العقارات فإنه يجب التحقق من الحاجة للاستئجار وعدم وجود بدائل متاحة. وتشير التعليمات التنفيذية إلى أنه يجوز التعاقد بالتراضي في حال فشل المناقصة أو طلب العروض لمرتين متتاليتين على أن يتم التعاقد بنفس الشروط والمواصفات المحددة في دفتر الشروط الخاصة والإعلان كما يجوز ذلك بالنسبة لعقود الشحن وعقود التأمين على البضائع المشحونة. ويجوز أيضاً حسب التعليمات التعاقد بالتراضي في الحالات الطارئة التي تستوجب سرعة مبررة عندما لا يمكن تقديم المواد أو إنجاز الخدمات أو تنفيذ الأشغال بالطرق الأخرى بالسرعة المطلوبة. من المؤكد أن معالجة المسألة بحاجة لمزيد من المرونة والابتعاد عن تعميم الحالة فيجب الأخذ بالحسبان خصوصية كل مؤسسة ومنشأة وطبيعة العمل..
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الأحد 12-5-2019
رقم العدد : 16975

 

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية