ملحق ثقافي..عبد الحكيم مرزوق;
نعى اتحاد الكتاب العرب الشاعر ممدوح السكاف الذي توفي مؤخراً، وهو من مواليد حمص عام 1938 وتلقى تعليمه في حمص، ثم تابع تحصليه الجامعي فنال الإجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق. وعمل في التدريس، وهو اليوم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة حمص، وسبق له أن عمل مديراً للمركز الثقافي العربي فيها، ونقيباً للمعلمين أيضاً وهو أيضاً عضو جمعية الشعر- عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب. ومن مؤلفاته: مسافة للممكن.. مسافة للمستحيل- شعر- 1977.- دار الأنوار؛ نشيد الصباح- شعر للأطفال- دمشق 1980.- اتحاد الكتاب العرب؛ شواطئ بلادي- شعر للأطفال- دمشق 1981.- اتحاد الكتاب العرب؛ في حضرة الماء- شعر- دمشق 1983.- دار الجليل؛ انهيارات – شعر- دمشق 1985.- اتحاد الكتاب العرب؛ عبد الباسط الصوفي- دراسة – دمشق 1983.- اتحاد الكتاب العرب؛ فصول الجسد – شعر – اتحاد الكتاب العرب-1992؛ الحزن رفيقي- شعر – دمشق 1995- اتحاد الكتاب العرب؛ على مذهب الطيف – شعر – دمشق 1996 – اتحاد الكتاب العرب؛ «الصَّومعة والعنقاء» -قصائد نثر 2003.
وتم تكريمه في العام 2008 ضمن فعاليات «دمشق» عاصمة للثقافة العربية، من قبل اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مجلس مدينة «حمص»، بينما كان آخر تكريم له في عام 2015 من قبل فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص، حيث لم يتمكن من الحضور، واكتفى بإرسال تسجيل فيديو معرباً عن سعادته وسعادته بهذا التكريم.
وقد نعاه الكثير من الأدباء والشعراء والإعلاميين السوريين والعرب على صفحاتهم الشخصية على الفيسبوك، حيث تحدثوا عن مناقبه وصفاته الحميدة ودوره كشاعر وأديب في الحركة الثقافية العربية في سورية والوطن العربي.
راتب سكر:
ثمة مشاعل من بخور ورد وريحان وقصب تمنح الجماعات البشرية نسيج ضميرها الثقافي… ممدوح سكاف مشعل منها يغيب… وصل الخبر فوضع كل منا يده على ضميره خائفاً من تزاحم ظلمات اﻷيام على الدروب.. عندما كتب ممدوح عن رحيل عبد السلام عيون السود، وعبد الباسط الصوفي، ووصفي قرنفلي، وأمثالهم من مشاعل تشكيل ضميرنا الثقافي، بكى كثيرون – كنت واحداً منهم- خائفين على خزانة هذا الضمير من عواصف اﻷيام وعنت دهرها، وها هو الخوف يبدو في محله في رحيل كبيرنا ممدوح سكاف أحد حراس خزانتنا اﻷوفياء.
مظهر الحجي:
فقدت حمص العدية واحداً من أعلامها المبدعين، لقد زاملته مدرساً وكان نعم المربي، ورافقته عشر سنوات في مكتب اتحاد الكتاب العرب في حمص فكان نعم الإداري متابعة واهتماماً بالزملاء، كما كان عوناً جاداً للمواهب الشابة. الزميل الصديق ا لمربي والشاعر الناقد الأديب ممدوح السكاف الهاشمي وداعاً.
عبد الكريم الناعم:
الصديق الشاعر والباحث ممدوح السكاف، غادرْتنا منذ سنوات إلى الأردن مع أحد أولادك، وصرنا نتتبّع أخبارك، ولكَم كان بيننا من أزمنة امتدّت على مساحة الروح والأيام، وكم من ذكريات، وها قد جاءنا خبر وصول سفينتك إلى ذلك الميناء، فليرحمك الله، وستظلّ حاضراً في ذاكرة أصدقائك ومحبّيك، أبا رضوان لروحك السلام.
أميمة إبراهيم إبراهيم:
قد لا تسعفني الكلمات كي أكتب عن شاعر زرع الحب في دروب حمص وفي قلب كل من عرفه. شاعر كانت ذاكرته ذاكرةً لحمصَ، لعاصيها، لشعرائها، لناسها للأكاسيا في غوطتها وميماسها، لورد وديك الجن والعشق القاتل.
ممدوح السكاف الشاعر والأب والأخ الكبير والمعلم الصادق النقي الحازم الذي لا يجامل الوديع كطفل سلاماً لروحك في عليائها. منذ سماعي الخبر والدمع يلفني.. لنا معه حكايا وحكايا وأمسيات عابقات بالأصالة.. أليس من حق الشاعر ممدوح السكاف أن يطلق اسمه على مدرسة فيها أو قاعة من قاعات المركز الثقافي.
أحمد الحمد:
الشاعر والأديب والأستاذ الحمصي العريق ممدوح السكاف رحمه الله، علم من أعلام حمص وعلاماتها الفارقة.. رجل يشبه الساعة في دقّته وصرامته وانضباطه.. كان يشجّعنا نحن الشبابَ، ويقدّم لنا منبر الاتحاد، ويحترمنا كما لو كنّا أدباء كباراً.
عندما يكون أحدنا في حضرة الأستاذ ممدوح السكاف يكون في حضرة الهيبة والوقار والجِدّية والثقافة متجسّدةً في رجل. كان طيباً ونظيفاً مثل طفل.. صارماً ومهيباً مثل نصف إله!
كانت له يد بيضاء وفضل لا يُنكر عليَّ شخصيّاً وعلى كل أبناء جيلي، أرجو أن يجعل اللهُ فضائلَه في ميزان أعماله.. له الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد راتب الحلاق:
ما يحز في القلب فعلاً أنه مات غريباً عن بلده ووطنه وأصدقائه، سيبقى اسم ممدوح السكاف محفوراً بين أسماء المبدعين الذين أنجبتهم مدينة حمص، وكم له من أياد بيضاء على الشباب المبدعين لا ينكرها إلا جاحد.
ساطع الأزهري
رحمه الله وأجزل له العطاء وأثابه وغفر له وجعله من ورثة جنة النعيم أديباً وقصاصاً وشاعراً وكاتباً رعى الأدب والثقافة لفترة طويلة من الزمن، علم ودرس الأدب العربي وكان مديراً للمركز الثقافي العربي بحمص ورئيساً لاتحاد الكتاب العرب وعنواناً لكل نشاط أدبي. عمل في الصحافة ونشر المزيد من القصائد والدراسات الأدبية بأسلوبه الممتع ولغته الأدبية الجزلة. كان رحمه الله صادقاً في تعامله رقيقاً في مشاعره لطيفاً في تعامله مع الآخرين عذب الروح وجمال في الخلق كريم النفس ودوداً محباً الجميع. حمل راية الأدب وساهم في نشر الثقافة مبكراً. أعرفه شاباً متحمساً للأدب متعاطفاً مع الصحافة والكلمة الحرة. صدرت له العديد من دواوين الشعر.. لقد افتقدنا علماً وشاعراً وصوتاً جريئاً وكلمة صادقة.
نضال بشارة:
برحيل الشاعر ممدوح السكاف (1938-2019) في عمّان بعيداً عن مدينته حمص التي أحب والتي لم يكن يغادرها إلاّ نادراً، أمست حمص أكثر وحشة وهي تفقد مبدعيها على التوالي خارج سورية. لا أعتقد أن أحداً من الذين مضوا في طريق الكتابة الأدبية إلاّ وله ذكريات مع الشاعر السكاف المُحب للجميع، الودود والمشجع لكل صاحب موهبة أدبية، كان يفرح بما ينتجه الأدباء وكأنه صاحب هذا الإنتاج. أذكر أنني رأيته أول مرة ولم أكن أعرف من هو، رأيته في شارع شكري القوتلي أمام مكتبة السباعي لبيع الصحف والمجلات، كيف كان يمسك الصحيفة يتأملها بارتباك بحثاً عن شيء ما، رأيته أكثر من مرة بالمشهد ذاته، ثم علمت منه فيما بعد أنه كان يتابع ما قد يكتب عن ديوانه «في حضرة الماء».
التاريخ 14-5-2019
رقم العدد:16977