تكتسب تربية النحل أهمية كبرى من الناحية الاقتصادية والاجتماعية نظراً للظروف المناخية الملائمة التي تتمتع بها بلادنا، كما تعتبر من الأنشطة الزراعية التي تساعد في تحسين دخل الفلاح إذا ما أحسن استخدام تقنيات التربية الحديثة وتقديم العناية اللازمة، وهي شريان حياة ومصدر رزق رئيسي لأصحاب الحيازات الصغيرة وللكثير من المزارعين في المناطق الريفية، وتشكل دخلاً وطنياً باعتبارها منتجاً زراعياً لا يستهان به.
أهمية خلايا النحل لا تنحصر في إنتاج العسل والشمع، بل تلعب دوراً كبيراً في تلقيح الأشجار والنباتات والكثير من المحاصيل الغذائية التي تزداد مردوديتها وإنتاجها، وتقدم أيضاً منتجات أخرى قابلة للتسويق مثل حبوب اللقاح وصمغ النحل وغذاء الملكات وسُم النحل والملكات ويرقاتها، غير أن تربية النحل ليست سهلة وتعترضها العديد من الصعوبات والتحديات وأهمها مبيدات الآفات وعدم توافر مراعٍ مناسبة، وتوقف المزارعين عن زراعة بعض المحاصيل الزراعية التي كانت تشكل غذاء مناسباً للنحل مثل حبة البركة واليانسون وغيرها، إضافة إلى التخريب والفوضى التي تسببت بها المجموعات الإرهابية، وضعف التوجه لتحسين سلالة النحل السورية لأن ذلك يتطلب تمويلاً كبيراً.
تعترض النحالين بعض المشكلات التي تتعلق بتصريف المنتج في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى المال لتطوير مناحلهم، ووجود أمراض كثيرة منها انتشار آفة الفاروا ذات الانتشار العالمي التي تسبب فقداناً كبيراً لطوائف النحل في العالم ونقص الخبرات بتشخيص أمراض النحل وطرائق معالجتها، وصعوبة توفير مستلزمات الإنتاج ومواد مكافحة للحشرات الضارة، إضافة إلى ما تتطلبه من جهود مضاعفة ونفقات عالية كأدوية علاجية للأمراض التي تصيب النحل.
إن قطاع النحل من أهم المشاريع الزراعية الواعدة التي يمكن الاستثمار بها لذلك لا بد من إعادة تأهيل قطاع النحل في سورية التي كانت من الدول المصدرة للعسل، والحد من التحديات التي واجهت المربين وتحسين السلالة محلياً والمساهمة في زيادة الدخل الوطني الزراعي، وتأمين كل مستلزمات الإنتاج التي يحتاجها المربي في عمله والعودة إلى تأصيل سلالة النحل السوري، وتقديم الدعم للنحالين نتيجة الأضرار التي لحقت بهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار ظاهرة العسل المستورد التي تغرق به أسواقنا المحلية والتي أضرت باقتصاديات النحالين وأدت لحدوث مشكلات اجتماعية واقتصادية وبيئية وتسببت ببطالة أصحاب المهن نتيجة تركهم المهنة وتضرر عائلات بأكملها لاعتمادها على مدخولات تربية النحل.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 15-5-2019
الرقم: 16978