ضمن برنامج ترويجي لمسلسلات رمضان في الموسم الحالي، سألت إحدى المذيعات ممثلةً مشاركة بعمل من أعمال السباق الدرامي، عن كيفية قبولها لعب دورٍ جُعلت فيه بشعةً وهي الفتاة الجميلة.. فكيف استغنت عن «جمالها» لتأدية دورٍ موكل لها..؟!
لم تدرك تلك المذيعة ولم تتنبّه لحجم الجهل الذي تورّطت به حين ساقت هكذا سؤال يعبر عن عدم معرفة حقة بمعنى فن التمثيل..
في موضة الأعمال «المشتركة»، سورية – لبنانية، ثمة خلل يتم تعميمه سنة إثر سنة.. ليصبح الأمر أقرب إلى تقليد إنتاجي يتماهى مع كونه «ورطة» حقيقية تكرّس مَن هم هواة قادمون من عالم الأزياء أو الجمال، أو حتى الغناء، ليصبحوا نجوماً بفعل قوة «المال» وما شاء ذووه.
الأمر أكثر من واضح.. بل ومنفّر.. يصل ذروته حين يتجاهل من يفترض أنه فنان أكاديمي صاحب خبرة وسنوات عمل مديدة، يتم استقدامه ليقف قبالة فتاة جميلة.. على هذا النحو يمسخون معاني التمثيل لتتماهى ومعنى الاستعراض.. أو التنافس على أهم «اللوكات» و»الماركات» والتسريحات.. بين «موهومات» تُوّجنَ يوماً على عرش الجمال فاختلط الأمر عليهن ليحلمن بإمكانية حصولهن على لقب الأفضل تمثيلاً.. وهو الحاصل فعلياً في بعض الجوائز التي تسوّق لهذا النوع من الأداء/التقليد المُستسهَل.
في صفحته على (إنستغرام) ذكر أحد أبطال مسلسل «خمسة ونص» أن شركة الإنتاج قامت بالتعاون مع مخرج مسرحي على سبيل كونه مسؤولاً عن متابعة الأداء التمثيلي.. وهو ما تؤكده شارة العمل.. ولحين وصول هذا الأمر ليغدو تقليداً متبعاً في سلسلة التعاونات التي تتكاثر بين الجانبين «سوري – لبناني»، ربما نشهد تصاعداً في وتيرة التنافس في «براندات» الأزياء ومستحضرات التجميل بين حسناوات الأداء التمثيلي الصاعق.
مهما عَظُمت خبرة مَن يتابع الأداء التمثيلي، هل تكون خطوة إلى الأمام في مسيرة مَن يسيطر عليها هوس «البراندات».. أم أنها لن تقدّم أو تؤخر في معارك «الريتينغ» و»التريندينغ» التي أصبحت غاية مؤدّيات يمثلن وفق قاعدة «أنا أؤدّي إذاً أنا موجودة».
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الخميس 16-5-2019
رقم العدد : 16979