فوضى الأجور والأسعار ..

فوضى الأسعار وجنونها في المناطق الصناعية لإصلاح السيارات، وغياب الرقابة بحدها الأدنى خلق حالة غير مسبوقة في التعاطي مع المواطن فكل صاحب محل لبيع قطع الغيار يسعر حسب ما يرى!!.
ويربط السعر المرتفع الذي يطلبه بسعر صرف الدولار.
وحتى المهنيون على اختلاف اختصاصاتهم أخذوا يربطون أجور عمليات الإصلاح بأسعار قطع الغيار.. حتى بات الدخول إلى المنطقة الصناعية، يحسب له ألف حساب من قبل من يريد إجراء عملية إصلاح أو صيانة لسيارته، والقصة تتعلق بأمر واحد ..غياب الموضوعية في الأسعار التي تطلب منهم من قبل أي تاجر قطع غيار للسيارات أو حتى أجور تركيبها والأمثلة كثيرة.
حيث باتت عملية فك وتركيب معظم القطع توازي أسعار القطع الجنونية.. سواء أكانت القطع المراد تركيبها جديدة أم مستعملة، مع العلم أن القطع الجديدة معظمها غير أصلية وهذا بحد ذاته مشكلة، والقطع المستعملة تشبه المقامرة وهذا مشكلة أيضا!!.
وبحسبة بسيطة للأسعار والأجور يظهر هناك الفارق الكبير الذي بات يحمل المواطن عبئا ثقيلا لا يقوى عليه .. حيث تجاوز أجر فك وتركيب أي قطعة عشرات أضعاف ما كان عليه سابقا، وهذا ينسحب على أسعار القطع التبديلية التي تضاعفت أكثر من 20 ضعفا وبعضها أكثر من ذلك في الوقت الذي لم يزداد فيه أجر المواطن لأكثر من ضعف!!.
ولعل المشكلة في غياب الرقابة على عمل تلك المهن.. ما خلق حالة من الفوضى .. والتي يمكن الحد منها بقليل من العمل.. بداية من مراقبة أسعار القطع التبديلية من خلال إجازة الاستيراد وتحديد هامش الربح المنطقي لها من جهة ومن خلال الوقوف على الأجور التي يتقاضها المهنيون وتكليفهم ضريبيا بموجبها إذا استحال تخفيض تلك الأجور وجعلها تتناسب مع قدرة المواطن.
فمن غير المقبول إتاحة الفرصة لكسب كبير لشريحة من المواطنين، على حساب باقي المواطنين دون تحقيق عائد ضريبي ينعكس إيجابا على خزينة الدولة.

نعمان برهوم

التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981

آخر الأخبار
هل نجحت سوريا في اقتصاد السوق الحر؟ بعد عام على التحرير.. سوريا تفتح أبوابها للعالم في تحوّل دبلوماسي كبير " متلازمة الناجي".. جرح خفي وعاطفة إنسانية عميقة خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة