غالبا ما نعيش على الذكريات ، وحين يخذلنا الوهم نتأمل كيف سرق منا ومازال يسرق رغبات وأمنيات كنا نحتسيها في جعبة الاحتياط من السنين لنلائم بها ما يناسب مزاجنا النفسي والاجتماعي ..في كثير من الحالات يحاول المرء ان يهرب من واقع لابد منه ، وهو اقناع نفسه انه وصل الى سن الستين ، ليتوقف لحظات ويسأل كيف مرت هذه السنون؟.
يشعر بذلك من كان موظفا عاملا ، فهناك مهمة تبدو شاقة عند الغالبية لابد من انجازها وهي أوراق نهاية الخدمة ، هنا تبدأ رحلة الجري لتجميع ما تيسر من أوراق مطلوبة في اضبارة واحدة بعد مراجعة العديد من الجهات و المؤسسات المعنية، وكأنك تقدم على وظيفة جديدة بفارق حزن بين الأخيرة وفرح عند الأولى ، فالانتقال الى الضفة الأخرى لاستكمال ما تبقى من العمر وهو أيام التقاعد أو استراحة نهاية الخدمة وفق قانون العاملين الأساسي في الدولة الذي يحدد مهام وأدوات ما يتوجب على عامل وموظف من حقوق وواجبات، وهذا أمر لابد منه والتأقلم معه رغم فيض الحنين إلى سنوات العمل .
لكن هنا ثمة أشياء لابد من ذكرها على سبيل المثال لا الحصر من يعمل انفكاكاً من مؤسسته و دائرته التي يعمل بها من المفترض أن تكون جميع الأوراق الخاصة به مكتملة في اضبارته بشكل أوتوماتيكي ، وليس على العكس ان يلهث الموظف في نهاية الخدمة وراء كل ورقة من مكان إلى آخر ..»من مراجعة تأمين ومعاشات ، الرقابة ، سجل العاملين،اخراج قيد،سلامة أجر وغيرها ».
علما أنه يوجد في كل دوائر ومؤسسات الدولة عدد لا بأس به من العاملين ليقوموا بهذه الاجراءات وربما جيش من العاطلين عن العمل لا يؤدون إلا الجزء القليل من عملهم،وبعضهم قد يحتاجون التدريب والخبرة ،ولا ضير أن يؤهل هؤلاء وأن يتم تخصيص ما يناسب من الكفاءات لمتابعة هذا النوع من المعاملات للزملاء الذين يشارفون على نهاية الخدمة .
فعندما تكون اضبارة الموظف جاهزة في ادارته نكون قد وفرنا عليه الكثير من الوقت ومشاوير التعب باستثناء المشوار الأساسي الذي لابد منه إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، هم السابقون ونحن اللاحقون .
غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981