ولكن من يهتم..؟
حتى وإن كانت تحتكم الى علمية ومنهجية، مبتعدة عن الرأي الاعتباطي أو المزاجي الشخصي، وقد يتلمس صناع الدراما هذا الأمر، ولكن لماذا لا يعترفون بهذه الآراء..؟!
لا يرفضون فقط الاقتراب منها، بل ويواجهون باتهامات شتى… أمزجة شخصية، او تصفية حسابات، التعميم يحضر فورا… قد لانلومهم، فهم يعملون ضمن سوق درامية، لا نقدية، عندما يضمنون المنتج والعارض، ما أهمية رأي الناقد..؟
مقالات نقدية مهمة حملتها الينا كتابات هذا العام، تعتمد التحليل النقدي، والفهم والعميق للدراما وتكنيكها، أقلام أجادت التعامل مع دراما هذا الموسم، بحرفية رغم ما في العملية النقدية من معاناة بسبب طول المسلسلات، والضخ الكثيف لها، بحيث لايتمكن المتابع من التعمق فيها الى الحد الذي يجعله يدقق في كل التفاصيل الفنية.
ولو أن بعض هذه الآراء تبنتها الجهات المعنية بعين الاعتبار، هل كنا سنرى كل هذه الظواهر التي تكرس عاما اثر آخر، بكثير من الدأب والاصرار، وكأنها احد الاختراعات التي تسير بنا الى ما لم نتوقعه او نحلم به يوما..!
هي فعلا تسير بنا،الى الدوران في المكان، الى الرجوع خلفا.. انها لا تفضي بنا الى اي منجز، وفي الوقت ذاته لا تعتقنا من تكبيلها للعقول ضمن دراما، تعيدنا الى ظلام لن ننتهي منه دراميا، قبل ان يتغير واقعنا الخانع حد الاستفزاز الى كل ما يرمى اليه، ملتقطا اياه باستسلام مرعب..!
الاستخفاف بالآراء النقدية، سيستمر، بينما سيتعمق الاهتمام بسياسة المحطات الدرامية، بالخضوع التام لها، وسنعيش سنوياً في الموعد نفسه، مع تكتلات رأي درامية، تصب هنا وهناك… لن تبتعد عما قيل في سنوات، سنعود الى تكرار الآراء ذاتها برداء جديد شكليا, الآراء ستركن الى جنب، بينما تتابع العمليات الدرامية طريقها المعتاد دون محاولة اخفاء أي من ميولها، خلف الكواليس.. فرنين المال الذي تجنيه يبعد عنها حتى الضجر من فكر آخر دخيل…!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981