الحرب الناعمة

رغم استمرار الاستعراض العسكري الأميركي التصعيدي في مياه الخليج على نية إرهاب وتخويف إيران، إلا أن التصريحات الأخيرة القادمة من البيت الأبيض وبعض العواصم الدائرة في فلكه بدأت بالتخلي عن لغة التهديد والحرب والبحث عن لغة بديلة بمصطلحات مختلفة، تأخذ بالاعتبار متانة الحالة الإيرانية في التعاطي مع الأزمة الحالية، وصلابة المسؤولين الإيرانيين في الدفاع عن حقوق شعبهم وبلدهم وعدم انصياعهم للتهديدات الرعناء التي تصدر بين الحين والآخر عن «صقور» الإدارة الأميركية المرتبطين كلياً بالكيان الصهيوني.
هذا التراجع في المواقف والتصريحات الأميركية قد يكون مرده الخشية من التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن أي مواجهة عسكرية في الخليج، مع قدرة إيران على تحويل التهديد إلى فرصة وإيلام خصومهاً في عقر مصالحهم الحيوية، حيث كشف حدثا الأسبوع الماضي عن هشاشة الوضع الخليجي وعدم قدرة أدوات أميركا على حماية أنفسهم ومصالحهم من غضب الشعب اليمني المظلوم، وقد يكون مرده الرغبة في تجريب أشكال جديدة من الحرب الناعمة ضد الشعب الإيراني لتأليبه ضد حكومته وقيادته، بهدف نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، إذ سبق لمسؤولين خليجيين أن لوحوا بمثل هذا الخيار، وبالمطلق لا يمكن الركون إلى هذا التراجع في التصريحات والقياس عليه لتوقع تسوية تفاوضية تسحب فتيل التوتر والانفجار.
بحسب بعض المصادر المطلعة ثمة مسؤولون أميركيون يجلسون بالقرب من الهاتف بانتظار اتصال الإيرانيين من أجل التفاوض مجدداً، لكن هذا لم ولن يحدث، لأن الإيرانيين لا يثقون بترامب بعد قائمة النقائص والحماقات التي أقدم عليها منذ بداية ولايته، وإذا كان هناك من سبيل لإنزاله عن شجرة غروره وعنجهيته فليس أمامه سوى العودة للاتفاق النووي الذي أخذ وقتاً طويلاً في التفاوض قبل إنجازه، والالتزام بكل ما جاء فيه، وإلا فإن الجلوس بالقرب من الهاتف سيهدر وقت الأميركيين والعالم من دون جدوى.
الوضع في منطقة الخليج مقلق للغاية، حيث بإمكان أي شرارة طائشة أن تشعل النيران فيه، ولا مخرج من هذا الوضع المتأزم إلا بقيام التحالف السعودي بوقف حربه العدوانية على اليمن والاتصال مباشرة بطهران للتفاوض حول كل الملفات العالقة، قبل أن تتمكن جهة ما من إشعال الشرارة الأخطر..؟!

عبد الحليم سعود

التاريخ: الأثنين 20-5-2019
رقم العدد : 16981

آخر الأخبار
10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات