الإعلام الغربي وصمت القبور

تعودنا أن تتحفنا وسائل الإعلام الغربية مع تسريب أي معلومة أو وثيقة حول سورية بتحقيقاتها المطولة عن المعلومة ومُسَرِّبِها ومضمونها وتداعياتها، وتعودنا أن تغرقنا تلك الوسائل الإعلامية بمقاطع فيديو سحبتها من منصات التواصل الاجتماعي لتبني عليها قصصا وروايات.
اليوم يصيب هذه الوسائل صمت القبور.. فلا هي سمعت بالوثيقة المُسَرَّبَة من أحد محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين حققوا في مزاعم الهجوم الكيميائي في مدينة دوما بتاريخ 7 نيسان 2018، ولا هي اهتمت بمضمونها الذي يثبت زيف استنتاجات المنظمة الدولية ويوثق عملية تزييف متعمدة جرى تنفيذها خدمة لأجندات واتهامات الولايات المتحدة التي شنت مع كل من فرنسا وبريطانيا عدواناً ثلاثياً ضد سورية بتاريخ 14 نيسان 2018 تحت هذه الذريعة.
ولولا بضعة اعلاميين مستقلين لما سمع أحد بهذه الوثيقة المسربة، فأنظار الإعلام الغربي تتجه نحو الخليج مسرح الحرب الجديدة التي يرسم لها شيطان السياسة الأميركية جون بولتون ويخطط لها العدو الإسرائيلي.. ولا شك أن الإعلام الغربي مشغول اليوم بالبحث عن لقطة على «اليوتيوب» من منطقة الخليج يبني عليها روايات وقصصاً تدعم خيار الحرب وتروّج له!!!.
بالعودة إلى الوثيقة المسربة فإنها تشكل فضيحة كبرى لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والدول التي شنت العدوان ضد سورية وللدول الراعية لتنظيم الخوذ البيضاء الإرهابي الذي شكل عناصره طاقم التمثيل في مسرحيات الكيميائي في سورية على مدى سنوات.
فالوثيقة تشير بقوة إلى أن اسطوانات الغاز المفترضة الموجودة في المباني التي تم قصفها في دوما، لم يتم إسقاطها بواسطة الطائرات على تلك المباني، فطريقة وجودها ببساطة غير متّسقة مع فكرة أنها ألقيت من الطائرات واخترقت سقف المبنى حيث تم العثور عليها!! والسؤال هنا من وضعها اذاً؟ ولماذا خرج فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقريره بدعم فرضية إلقاء الاسطوانات من الجو متّسقاً مع الاتهامات الأميركية؟!!
هذه الفرضية هي التي بُنِيَت عليها الاتهامات للدولة السورية باستخدام الغاز ضد المدنيين في دوما، وعندما تأتي الوثيقة من أحد محققي الوكالة ليقول إن هذه الفرضية غير ممكنة مع حالة الاسطوانات فإنه ينسف الاتهامات من أساسها ويلقيها في ملعب أصحاب الاتهام لأن الأمر بلا شك يفترض رواية أميركية مركّبة ومسرحية تم تمثيلها.
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تنف الوثيقة المسرّبة وأعلنت أنها فتحت تحقيقاً داخلياً في عملية تسريبها الأمر الذي يؤكد صحتها، وبالتالي كذب المنظمة وكذب الدول التي اعتدت على سورية تحت هذه الذريعة.. إنها فضيحة من العيار الثقيل تستوجب من المنظمة تقديم الاعتذار للشعب السوري وتستوجب من مجلس الأمن الدولي محاكمة المتورطين في تركيب هذه المسرحية دولاً وأدوات في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
والإعلام الغربي الذي يدّعي الاستقلالية والموضوعية مطالب اليوم بأن يعيد النظر في كل ما نشره استناداً إلى الاتهامات التي سوّقها تنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي، لا أن يغمض عينيه ويلتزم الصمت.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة