لا أعني أبداً أنها كانت حرب ممازحة واليوم صارت حقيقية.. لا.. ولا أن العالم يواجه اليوم آخر فصول الحرب الرأسمالية الاستعمارية عليه.. نحن نعيش فصلاً آخر من فصول الرواية.. لم يولد بالأمس بل أعلن عنه بوقاحة ولا مبالاة..
هذه اللامبالاة في السلوك الاستعماري الإمبريالي تجاه العالم، لا تظهر اليوم بخطأ حسابات.. أو تسرب معلومات.. أو رعونة الولايات المتحدة الأميركية في ظل إدارة الرئيس ترامب.. أبداً بل هي سياسة متعمدة وستوظف أو هي موظفة.. لا تطلب من دول العالم الخضوع .. بل تفهمها أنها خاضعة تماماً.. وعليها أن تكون جاهزة لتأخذ دورها في البر الأميركي الذي يعلن أنه بمساحة العالم..
تواجه الصين اليوم الحرب المستعرة المعلنة من الولايات المتحدة نيابة عن العالم.. لأنها الوحيدة القادرة على أن تقول كلمة مرسومة حقيقة في بقاع العالم تواجه فيها محاولة الطغيان الأميركي الاستعماري على العالم.
ومن الخطأ، الحساب بمنطق أن الحرب على الصين وشركاتها يعني أن لا مشكلة أمام الهند مثلاً أو باكستان أو روسيا وكل آسيا.. وأميركا الجنوبية بالتأكيد… وفي مقدمتها البرازيل التي تسعى زعامتها اليوم لتحويل المشروع الاقتصادي الطموح للبرازيل إلى الرعاية الأميركية.. وهذا يفسر إلى حد كبير ما يجري في فنزويلا.
حتى أوربا الساعية في الليل والنهار لكسب رضا الولايات المتحدة.. والتظاهر بأنهم شركاء أميركا.. وبالتالي هم مع قرارتها..!! هذا غير صحيح بالمطلق.. هم (الأوربيون) ليسوا الشركاء بل التابعون العملاء.. ولا يغير في ذلك بشيء إسراع الشركات والدول الأوربية إلى تبني القرار الأميركي ضد شركة هواوي الصينية وقيام شركة (إنفنيون) الألمانية لصناعة الرقائق الإلكترونية بإيقاف تعاملها مع الشركة الصينية..
وتخضع الشركات الأوربية لاحتمالات الرضا الأميركي بشكل مرعب.. ولا تقدم على صناعة أو تجارة دون حسابات الرضا والعسف الأميركي.. لننتبه هنا إلى الحرج الأوربي الفظيع في صورته وآثاره والانطباعات حوله.. فيما يخص الاتفاق النووي مع إيران وانسحاب الولايات المتحدة منه ضاربة عرض الحائط بكل موقعيه وبالأمم المتحدة التي تبنته معهم.
الصين اليوم في المواجهة.. ليس لأنها العدوة الوحيدة للرأسمالية الأميركية.. بل ربما تكون الدولة الوحيدة القادرة على المواجهة.. وفي العالم يكثر المنتظرون لما ستقدم عليه الصين في مواجهة الحرب الأميركية عليها.. وهي حرب حقيقية على العالم.. هؤلاء المنتظرون يتوقف على جرأتهم الكثير من آثار الحرب الأميركية على العالم.. وجرأتهم تتوقف على جرأة الصين في التحدي ومقدرتها عليه..
كل شيء يشير إلى أنها قادرة.. لكن..!؟
As abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983