كانت الحكومة السورية وما زالت تؤكد باستمرار في أي لقاء دولي أو اجتماع أممي أو محطة للحوار لإنهاء الأزمة التي افتعلتها منظومة الإرهاب على أن مخاطر انتشار التنظيمات المتطرفة في منطقتنا بات يشكل الخطر الرئيسي على الأمن والاستقرار العالمي برمته، وأن محاربتها يجب أن تكون بتعاون وتنسيق بين جميع الأطراف الدولية.
إلا أن منظومة العدوان بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لا يعجبها ذلك، لأنها أسست هذه التنظيمات المتطرفة وساهمت بتمددها وأشرفت على إرهابها لتنفيذ أجنداتها وأجندات الكيان الإسرائيلي معها.
ولم تكن الرؤية السورية وليدة الأحداث العاصفة بالمنطقة منذ سنوات بل إن صرختها لمحاربة الإرهاب والتفريق بينه وبين حق الشعوب في المقاومة والدفاع عن نفسها تعود لعقود خلت، وطالما أودعت سورية أوراق العمل لدى المنظمات الدولية لتحقيق هذا الهدف لكن واشنطن وأدواتها وحلفاءها كانوا بالمرصاد لأي محاولة تقضي على الإرهاب.
ومن هنا رأينا كيف تعرقل واشنطن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى محاربة التنظيمات الإرهابية ووقف تمويلها ودعمها بالمال والسلاح، ورأيناها كيف ترفض رفع الغطاء عنها، وتحاول تجميد القرارات في ثلاجة الأمم المتحدة.
المفارقة المثيرة للسخرية أنه في الوقت الذي لم يعد فيه الإرهاب يشكل خطراً على أمن المنطقة وحدها بل طالت شروره العالم كله فإن أميركا ما زالت ترى فيه الحامل لمشروعها الاستعماري رغم فشلها حتى الآن.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983