هي حالة من عدم التوازن النفسي والاجتماعي… ربما نشأت من تغلغل المفاهيم الشاذة… أو المجتمع (الهش)… أو حتى التربية….الخ
نجد شخصاً… ناقداً… حالماً… واضحاً… متوحداً… لا يعجبه العجب، تارة تراه محللاً اجتماعياً وربما يقفز في كثير من الأحيان إلى موقع (المنّظر) الإداري والاقتصادي وربما السياسي…!!
هذا الشخص نفسه يتقلب تماماً… ويغير لونه مباشرة عند استلامه موقعاً ما… هنا تجده مدافعاً (شرساً) عن الوطنية والمال العام… ولا ينسى محاصرة كل من ينقد الأداء… (سبحان مغيّر الأحوال)…!!
أما إذا انتهت مهمته وعاد شخصاً عادياً فيكون (التلون) حاضراً وبقوة… ويرجع إلى عادته القديمة بالنقد والتحليل…!!
أعتقد أن هذا الوضع منتشر وبكثرة في مفاصلنا الإدارية والاقتصادية والخدمية، وهذا يعود إلى طريقة التعاطي مع المنصب…(الكرسي)… وكيفية انتقاء الأشخاص لتولي الإدارات والمؤسسات ومنحهم (ميزة) اتخاذ القرار أو المساهمة فيه….
إذاً نحن أمام حالة مرضية (مستعصية) قوامها تداخل النفوذ مع القوة والمال… هذا الثلاثي هو من ينتج أشخاصاً على مقاسهم…!!
الأزمة التي عصفت بنا كان من المفروض أن نستقي منها الدروس والعبر… فكم متنفذ وسارق مال عام ومسؤول خان وطنه وباعه بحفنة من الدولارات…!!
بالمقابل… كم مظلوم أو فقير قفز فوق الجراح وتمسك بوطنه وهويته ودافع لصيانة الأرض والعرض…!!
قلنا مراراً… إن الشخص المختار لأي منصب إداري أو خدمي يجب انتقاؤه عبر دراسة مستفيضة تتداخل فيها الحالة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية السليمة والتي ستنتج بالضرورة عند توفرها (قيمة) وطنية تساهم في ممارسة العمل القيادي بطريقة مؤسساتية بعيداً عن (التوحد) والشواذ في التعاطي…!!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983