الذريعة الوحيدة!

 

 

يكفي أن يزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على قوائم الإرهاب الدولية المعتمدة من قبل مجلس الأمن أن الجيش السوري استخدم (الكيماوي) حتى تتحرك آلة الغرب السياسية والإعلامية في هذا الاتجاه دون الأخذ بعين الاعتبار أن المعلنين هم إرهابيون وفق القانون الدولي.
هذا الواقع الصادم والمنافي لكل قواعد علم السياسة والإعلام تكرر لمرات عديدة خلال الحرب الإرهابية على سورية، وكانت الذريعة لقيام الدول الراعية للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالعدوان المباشر عليها.
المشهد ذاته يعاد إنتاجه في هذه الأيام من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ويتفاعل دون أن يكلف أحداً من المعنيين نفسه السؤال كيف يمكن تصديق مزاعم مصدرها إرهابيون مدرجون على القوائم الدولية؟
لقد بات معلوماً للجميع وفي مقدمتهم الإرهابيين أن هدف الاستجابة الأميركية- الغربية لادعاءاتهم والترويج لها هو حمايتهم أولاً لعدم انتهاء وظيفتهم بعد وبالتالي العدوان على سورية التي تقوم بواجبها الدولي في مكافحة الإرهاب.
وعلى هذا الأساس وعندما يشعر الإرهابيون بخطر الفناء أو الهزيمة يوجهون رعاتهم للادعاء أن الجيش السوري استخدم السلاح الكيماوي حيث لم تبقَ إلا هذه الذريعة والحجة الجوفاء أمام رعاة الإرهاب لتبرير اعتداءاتهم على سورية وتأخير معركة القضاء على الإرهابيين.
إن خطورة وعواقب ما يفعله رعاة الإرهاب لحماية أدواتهم الآنية والظرفية لا تتوقف عند لحظة الاستغناء عنهم أو انتفاء دواعي حمايتهم من مشغليهم بل تتعدى إلى استغلال التنظيمات الإرهابية لهذه الحالة الوظيفية وما يشكل ذلك من خطر كبير على العالم في ظل الانتشار الأفقي والعمودي للإرهاب إضافة لأثر ذلك السلبي على التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
لم يكن الوضع في سورية هو الحالة الأولى لتوظيف الإرهاب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق مشاريعهم العدوانية والاستعمارية ولكنه كان الحالة الصارخة والمفصلية في شكل وحجم وتنوع الدعم والحماية المعلنة وهو ما دفع التنظيمات الإرهابية إلى استغلال ذلك على نحو واسع النطاق ضد المدنيين والبنية التحتية والعمرانية في البلدين.
إن هذا التحول الحاد في توظيف بعض الدول الغربية وحلفائها وأدواتها في المنطقة للإرهاب في سورية والعراق أسهم في التوسع الأفقي للفكر التكفيري الإرهابي العنصري في وقت قصير جداً ولم تعد تخلو منطقة في العالم من هذا التهديد الذي لا يقتصر على دين أو عرق بعينه مهما كانت الإجراءات المتخذة قارياً أو عالمياً، وما جرى في نيوزيلندا وغيرها في مناطق أخرى يجب أن يكون كافياً للتوقف عن استغلال التطرف والغلو والعنصرية من قبل الدول التي تحاول فرض إرادتها على العالم.
لقد دفعت سورية ثمناً باهظاً للحفاظ على سيادتها وقرارها المستقل وهي تدرك أن كل الأوهام التي تروجها بعض الدوائر الغربية حول استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية في إدلب هي بهدف منعها من استئصال الإرهاب في هذه المنطقة ولكن كل هذه التهديدات لن تجدي نفعاً فالمعركة بدأت وإيقافها مرهون بالقضاء على الإرهاب وعودة الأمان إلى المحافظة بالكامل.
أحمد ضوا

 

التاريخ: الأحد 26-5-2019
رقم العدد : 16986

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان