إذاً فقد بتنا في الأمتار الأخيرة من الموسم الكروي الحالي، الذي لم يتبق منه سوى استكمال منافسات الأدوار النهائية من مسابقة كأس الجمهورية، وبالتالي فمن المفترض أن يفكر القائمون على كرتنا منذ اللحظة باحتياجات الموسم القادم، وعلى ذلك نستطيع القول الآن إن الموسم الحالي قد مضى بسلبياته وإيجابياته، وما تبقى من منافسات مسابقة الكأس لن يغير في واقع كرتنا شيئاً، ولذلك لا بد أن يلتفت اتحاد الكرة فوراً للعمل على تلافي السلبيات التي عكرت صفو مسابقاتنا المحلية، وتعزيز الإيجابيات إن وجدت، والحقيقة أن الإيجابيات كانت نادرة إن لم تكن معدومة!.
لكن حتى نكون منطقيين فإن الموسم الكروي أفرز إيجابيات محددة ولكنها نادرة كما ذكرنا، وهي تتمثل فقط في ارتفاع شدة التنافس في مسابقتي الدوري والكأس، وفي الحالة الجماهيرية التي اتسمت بها مسابقاتنا الكروية مقابل عدة سلبيات تسببت بتواضع المستوى الفني وكان بالإمكان تلافيها، ولعل أبرزها يتمثل في سوء أرضية الملاعب التي أثرت بشكل كبير على ما قدمته جميع الفرق، وأدت لتقديم أداء عبثي وعشوائي من معظم أندية الدوري.
طبعاً ما يدفعنا للحديث عن سوء أرضية الملاعب كسلبية بارزة، هو أن الفترة التي ستفصلنا عن الموسم المقبل لا بأس بها، ويمكن أن يتم استثمارها في صيانة هذه الأرضيات، حتى تكون في جاهزية مقبولة على أقل تقدير اعتباراً من بداية الموسم المقبل.
كل الذي يحتاجه الأمر من اتحاد الكرة هو أن يضع في اعتباره أن الفرصة المتاحة زمنياً لصيانة أرضيات ملاعبنا الكروية قد لا تتكرر في وقت قريب، ولا سيما أن انطلاق منافسات الموسم المقبل دون صيانة ملاعبنا بشكل جيد سيعني أننا سنكون على موعد مع ملاعب لا تصلح لممارسة اللعبة على الإطلاق، وقد نترحم على الوضع الحالي لملاعبنا وبالتالي تصبح هذه الملاعب خارج الخدمة تماماً.
اتحاد الكرة تحدث سابقاً عن وجود توجه لصيانة جميع الملاعب وفق آلية ورؤية جديدة بالتعاون مع شركات مختصة، عدا الحديث عن تحديث جميع مرافق هذه الملاعب لتخدم العمل على ملف رفع الحظر الذي يقول اتحاد الكرة إنه يبذل جهوداً فيه، ولكن للأسف لم نلحظ حتى اللحظة ما يؤيد ما ذهب إليه الاتحاد فيما يتعلق بصيانة ملاعبنا وتحديث مرافقها، وهو بصراحة ما يدفعنا للحديث في هذه الحيثية مراراً وتكراراً، بانتظار الاستجابة من مسؤولي كرتنا ورياضتنا، واستثمار الفرصة الزمنية المتاحة حالياً.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990