رغم المماطلة التي تبديها واشنطن لإطالة أمد الحرب في سورية، والبحث عن ذرائع للتدخل المباشر لتعديل كفة إرهابييها وإنقاذهم، فإن مسألة الحسم الميداني ستبقى أولوية ولن تقبل الجدل، وموضوع خروج قواتها ومرتزقتها أصبح حتمياً، كما أن كل ما يتعلق بالاحتلال والغزو التركي للمناطق السورية ينطبق عليه الفعل ذاته، مهما هدد بإبقاء أدواته أو حمايتهم.
الأميركيون ووكلاؤهم وكل من اعتلى موجة الغرب العدوانية من أعراب أو أوروبيين، وكل من انحاز للإرهاب وموله ودعمه بشتى الإمكانات، وترك سورية وحلفاءها يحاربونه، لم تتغير سياستهم حتى اليوم، ومصرّون على الإمعان في الخطأ، مع أن جميع مخططاتهم باءت بالإخفاق، ولا ندري على ماذا يعوّل أولئك، في الوقت الذي اتسعت فيه ثقوب سلالهم، وفرغت جُعب التآمر من جميع المخططات التي أثبتت عدم جدواها.
فأولئك حتى اليوم يكابرون، ولهذا تراهم يوجّهون عصاباتهم لارتكاب المزيد من الجرائم، أملاً بأن يحققوا أوهامهم وأطماعهم، متناسين أن ذلك لن يحصل، وسورية لن توفر لهم الفرصة لتحقيق أدنى الأمنيات، ولن يطول انتظار اليوم الذي يعترفون فيه بإخفاقاتهم ووعورة الطريق الذي يسلكونه، وأن الكيماوي المزعوم والذرائع التي يجهدون للاستثمار فيها، سوف تذهب أدراج الرياح كسابقاتها، وسوف يلوذ «خوذها البيض» بالفرار، لأنهم لن يجدوا من يحميهم أو يطلب لهم العفو، حيث كل عصابة سوف تلملم جراحها، ولن يكون لديها الوقت الكافي للاهتمام بغيرها.
سماء المناطق التي يختبئ فيها الإرهابيون تتلبد بغيوم الرعب السوداء، وهي اليوم تبشر بموسم وفير من انتصارات الجيش العربي السوري، كما تنذر بحصاد غزير من دماء ودموع الإرهابيين وكل من شدّ على أيديهم، وباتت عواصف الحسم الميداني تهبّ بقوة على معاقل الرايات السود كي تمزّقها، وتودّعها نيران المجنزرات التي ستعزف لحن التحرير والقضاء على التطرف ورعاته.
سورية تقدّم أمثلة واضحة لكل الدول التي تدافع عن نفسها ضد أي غازٍ أو معتد، سواء أكان نظاماً دولياً أم عصابات، والسوريون وشركاؤهم أظهروا صموداً كبيراً، من خلال اعتمادهم على إمكاناتهم وقواهم، ليبقى انتصارهم، نجاحاً لجميع شعوب المنطقة والعالم بما فيه بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي كان لها الباع الأكبر في تصدير الإرهابيين وإشاعة الفكر التكفيري.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 31-5-2019
الرقم: 16991