تتدحرج كرة التصعيد التي تثيرها الولايات المتحدة ضد الصين، لتصل إلى حد التلويح بالمواجهة العسكرية، بعدما انتقلت أجواء التوتر من الحرب التجارية إلى التدخل السافر في شؤون الصين الداخلية، لا سيما بشأن تايوان والتحريض الأميركي لفصلها عن وطنها الأم، إضافة إلى ما يجري من استفزازات سافرة في بحر الصين.
وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه رد بكل وضوح على الاستفزازات الأميركية محذرا من أن أي نزاع مسلح بين بلاده والولايات المتحدة سيكون كارثة، منددا بدعم واشنطن لانفصال تايوان وبتنفيذها عمليات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وشدد الوزير الصيني، في كلمة ألقاها أمس أمام منتدى «شانغري-لا» الأمني في سنغافورة، على أن الصين ستقاتل حتى النهاية إذا كانت الولايات المتحدة تريد الصراع بشأن القضايا التجارية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بكين تبقي الباب مفتوحا أمام إمكانية الحوار مع واشنطن إذا رغبت في ذلك.
وأما بخصوص مسألة جزيرة تايوان، فتعهد الوزير بأن الصين ستقاتل حتى النهاية أيضا كل من يحاول الفصل بينها وتايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، وشدد على أن محاولات تقسيم البلاد لن تنجح، وأي تدخل في مسألة تايوان محكوم عليه بالفشل، مهددا باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وقال: يجب إعادة توحيد الصين، وذلك سيتحقق، محذرا من أنه إذا أقدم أحد على فصل تايوان عن الصين، فلن يكون أمام العسكريين الصينيين أي خيار إلا القتال بأي ثمن من أجل الوحدة الوطنية.
وتابع الوزير أن الجيش الصيني لا يسعى إلى الإضرار بأي طرف، لكنه لا يخاف من مواجهة التحديات، مضيفا أنه إذا تعدى أحد الخط الأحمر فسوف يتعين على بكين اتخاذ إجراءات ودحر جميع الأعداء.
وهاجم الوزير في كلمته بعض الدول خارج المنطقة، التي تأتي إلى بحر الصين الجنوبي لاستعراض عضلاتها باسم حرية الملاحة، وذلك في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
في الأثناء قال مسؤول صيني كبير ومفاوض تجاري إن ضغوط الولايات المتحدة لا يمكن أن ترغم الصين على اتفاق تجاري، رافضا الحديث عما إذا كان زعيما البلدين سيجتمعان خلال قمة مجموعة الـ 20 للتوصل إلى اتفاق.
وقال نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شو ون، في مؤتمر صحفي، إن اتهام الولايات المتحدة للصين بالتراجع عن تعهداتها تصرف غير مسؤول، وأضاف: إذا أراد الجانب الأميركي ممارسة أقصى ضغوط وتصعيد الخلاف التجاري لإرغام الصين على الإذعان وتقديم تنازلات، فهذا مستحيل تماما، وقال: لا اتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء، موضحا أن بلاده تخطت خلال المشاورات الكثير من الصعوبات وتقدمت بحلول عملية، لكن الولايات المتحدة تراجعت، وتقدمت بمطالب مبالغ فيها وأصرت على إضافة مطالب تتعلق بالحقوق السيادية الصينية للاتفاق بين البلدين.
هذا وأصدرت الصين أمس وثيقة تتضمن مواقفها في المشاورات الاقتصادية والتجارية الجارية بينها والولايات المتحدة، لإنهاء الخلاف التجاري بين الطرفين.
وحمّلت الوثيقة الصادرة عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني والمعنونة «الكتاب الأبيض»، الولايات المتحدة المسؤولية عن وصول المفاوضات التجارية بين الطرفين إلى طريق مسدود، مشترطة إلغاء واشنطن لحزمة التعريفات الجمركية الأخيرة المفروضة على سلع صينية، للتوصل إلى أي اتفاق.
وأكد «الكتاب الأبيض» أن الصين لم ولن تتراجع في المسائل المبدئية، مشيرة إلى أن بكين لا تسعى إلى أي حرب تجارية، لكنها لا تخشى من هذا التحدي وستخوض هذه الحرب، إذا اقتضى الأمر ذلك.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992