غضب بريطاني على تدخلات الرئيس الأميركي السافرة: ترامب أحد فاشيي القرن.. ونحن من نختار حكومتنا

ترسيخا لمواقفه القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول , واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحاته التحريضية وتدخلاته في شؤون دولة يعتبرها حليفة , محرضا بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق , ورفض دفع 39 مليار جنيه استرليني متفق عليها كفاتورة لـ «بريكست».
واعتبر ترامب في مقابلة مع صحيفة «ذا صنداي تايمز» البريطانية أمس أن على الحكومة البريطانية اتباع نهجه التفاوضي في مسألة بريكست وقال محرضا المسؤولين البريطانيين : إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه , اذا انسحبوا . مضيفا : لو كنت في مكانهم ما كنت لأدفع خمسين مليار دولار, هذا مبلغ هائل .
وردا على الرئيس الأميركي انتقد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض ، جيرمي كوربين الدعم الذي قدمه ترامب لوزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون كمرشح لرئاسة حكومة المملكة.
وعشية زيارة ترامب إلى بريطانيا ، قال كوربين : إن محاولة الرئيس ترامب للبت في من سيكون رئيس وزراء جديدا لبريطانيا تعد تدخلا غير مقبول على الإطلاق في ديمقراطيتنا.
وأضاف كوربين، الذي رفض دعوة لحضور المأدبة الرسمية التي ستقام على شرف الرئيس الأميركي : رئيس الوزراء الجديد لن يختاره رئيس الولايات المتحدة ولا المئة ألف عضو في حزب المحافظين ضعيف التمثيل ، بل سيختاره الشعب البريطاني في انتخابات عامة.
وقال ترامب في وقت سابق ردا على سؤال لصحيفة « ذي صن « البريطانية في ما يتعلق بالمرشحين لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماي : إن بوريس سيقوم بعمل جيد , أعتقد أنه سيكون ممتازا.
من جانبه قارن عمدة لندن صادق خان الرئيس الأميركي بـ «فاشيي القرن العشرين» ، محذرا من خطر زيادة نفوذ قوى أقصى اليمين في العالم .
وأدان خان في مقال نشرته صحيفة «غارديان» أول أمس ، فرش السلطات البريطانية السجادة الحمراء أمام ترامب الذي ستستقبله مع زوجته ميلانيا خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام ، الملكة إليزابيث الثانية.
ووصف عمدة لندن المعروف بمعارضته لترامب الرئيس الأميركي بأنه من أبرز أمثلة الخطر العالمي لزيادة نفوذ قوى أقصى اليمين ، معتبرا أن هذه الظاهرة تهدد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها المجتمعات الليبرالية والديمقراطية على مدى أكثر من سبعة عقود .
واتهم خان ترامب بمحاولة التدخل « بلا خجل « في السباق الجاري حاليا داخل حزب المحافظين من أجل كرسي رئاسة الوزراء ، خلفا لتيريزا ماي التي ستترك منصبها الأسبوع المقبل ، بعد فشلها في تمرير اتفاق بريكست في البرلمان , وجاء ذلك تعليقا على إبداء سيد البيت الأبيض دعمه لترشح وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون لهذا المنصب.
وفور الإعلان عن زيارة ترامب والتي تبدأ اليوم سارع الناشطون المعارضون لسياسة الرئيس الأميركي إلى الدعوة لمظاهرات شعبية واسعة مناهضة له في العاصمة البريطانية , سيشارك فيها 250 ألف شخص على الأقل ، احتجاجا على سياسات ترامب.

وكالات – الثورة :
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992