نعيش هذه الأيام فرحة عيد الفطر السعيد.. الذي نتفق جميعاً على عمق مضامينه، وقدسية معانيه، فهو مناسبة للتواصل والتراحم وتوثيق الوعي ولّم الشمل وزرع الوّد ونبذ الضغائن، كما نجد فيه فسحة للتخلص من متاعب عبء العمل، والهروب إلى أحضان الطبيعة.
ويحمل العيد أيضاً مضامين ومفردات إكرام وإغاثة وملامسة أوجاع وهموم المستضعفين.
ومن المفيد في هذه المناسبة السعيدة أن نرفق ونهتم بصحتنا وخاصة صحة جهازنا الهضمي، ويكون ذلك بترشيد تناولنا للطعام كماً ونوعاً، حتى لايصاب جهازنا الهضمي بالمتاعب الصحية الشائعة: كالعجز والكسل عن التعامل من كميات الطعام الكبيرة والمنوعة والمفاجئة.. فنصاب بسوء الهضم ونوبات الإسهال والمغص والحموضة والانتفاخ والتجشؤ والتلبك وما شابه ذلك.
ولقد جرت العادة أن يحتفل البعض بعيد الفطر السعيد بتناول مختلف أنواع المعجنات والمعلبات والأجبان واللحوم والمخللات والحلويات والمكسرات..إضافة إلى المشروبات المختلفة، مثل: الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وغيرها:
إن تناول هذه المأكولات مع أولى ساعات عيد الفطر السعيد، مما يحدث تذمراً وإرباكاً شديدين للجهاز الهضمي، لذلك ينصح الأطباء بالإكثار من تناول الخضار والفواكه للحصول على الألياف التي تنشط الهضم، وشرب العصائر الطبيعية التي تنعش الجسم وتغذيته بالفيتامينات والمعادن.
وعلينا الحذر من كثرة تناول الدهون التي يتميز بها طعام العيد، لأن الدهون من أصعب المواد الغذائية في الامتصاص والهضم وتحتاج لتضافر جهود الكبد والبنكرياس والأمعاء معاً، لذلك يجب أن نأكل منها باعتدال، خاصة مرضى الكبد، وأيضاً يفضل عدم الإكثار من الحلويات، وهذه نصحية خاصة لمرضى السكر.
وختاماً.. من الطبيعي أن نفرح بقدوم العيد، خصوصاً وأننا نشعر بالرضا عن أنفسنا أدينا فريضة الصيام، واستفدنا من دروسها الروحية والجسدية.. لكن فائدة الصوم يمكن أن تذهب سدى، إذا لم نحترس في الأكل في أيام العيد.
وختاماً نتمنى لكم الصحة والعافية .. وكل عام وأنتم بخير.
د. محمد منير ابو شعر
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993