كثير من التغيرات الفيسولوجية تحدث للمرء خلال ساعات الصوم، ربما أكثرها تلك التي تظهر في الجهاز الهضمي، وخصوصاً الكبد والبنكرياس والمعدة .. وحديثاً كشفت دراسة أن للصوم تأثيراً كبيراً في إنقاص محيط الخصر، الذي يستخدم لتقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وداء السكري.
تغيرات في جهاز الهضم:
أثبتت الدراسات الحديثة أن الصوم يؤثر إيجاباً على أجزاء الجهاز الهضمي خصوصاً:
المعدة:
يقل الحامض المعدي مع تناقص تناول الطعام والشراب عن الحد اليومي المعتاد، ما يسمح لخلايا المعدة بالتجدد واستعادة نشاطها بعد فترات من الإجهاد الناتج غالباً عن فرط وسوء التغذية.. كما تتحسس وظائف الهضم كثيراً بعد الصوم خصوصاً في حال المعدة المصابة بعسر الهضم.
الكبد:
أثناء الصوم يقوم الكبد بتحرير كميات من الغلوكوز الموجود مسبقاً فيه على شكل مخزون الغليكوجين، وذلك لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة، أثناء فترة انقطاع الطعام والشراب عن الجسم.
الأمعاء الدقيقة:
يلاحظ الأطباء نقصاً في إفراز العصير المعوي الهاضم أثناء الصوم، وما يؤدي إلى إراحة الأمعاء، وتجديد خلاياها .. إضافة إلى فوائد الصوم في تنظيم الحركة الطبيعية للأمعاء.
الأمعاء الغليظة:
تلعب الأمعاء الغليظة دوراً مهماً بعد الكلى في الحفاظ على توازن الماء داخل الجسم، إضافة إلى دورها الفعال في امتصاص الماء من الطعام المتناول، ما يجعل الصوم فرصة مثالية لزيادة كفاءة حركتها وقدرتها على القيام بوظيفتها على أكمل وجه.
فوائد الصوم على صحة الجسم:
يمكن التأكيد على الحقائق التالية:
الصوم راحة للجسم.
-يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء، ويعمل على طرحها فبقاؤها يمكن أن يؤدي إلى تحولها إلى نفايات سامة، كما أنه الوسيلة الفعالة لطرد السموم المتراكمة في الجسم، والآتية من المحيط الملوث.
-بفضل الصوم تستعيد أجهزة الطرح والإفراغ نشاطها وقوتها، ويتحسن أدؤها الوظيفي في تنقية الجسم، ما يؤدي إلى ضبط الثوابت الحيوية في الدم وسوائل البدن.. ولذا نرى إجماعاً طبياً على ضرورة إجراء الفحوص الدموية على الريق وأنت صائم، فإذا حصل أن تغير مستوى كامل من هذه الثوابت فيكون ذلك دليلاً على أن هناك خللاً ما.
– الصوم يمكن أن يعيد الشباب والحيوية إلى الخلايا المختلفة في الجسم.
ـ بفضل الصوم يستطيع الجسم تحليل الترسبات والمواد الزائدة داخل الأنسجة المريضة.
ـ يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية وعلى ترشيد توزيعها حسب حاجة الجسم.
ــ يفتح الذهن، ويقوي الإدراك.
ــ له تأثيرات مهمة على الجلد، تماماً كما يفعل وهم التجميل، يجمل وينظف الجلد.
ــ علاج فعال لكثير من أمراض العصر، فهو يخفف عبء جهاز الدوران، ويقلل حمض البول في الدم، فيقي من داء النقرس.. وغيرها من أمراض التغذية والدوران وآفات القلب.
الدكتور محمد المكمل
الاختصاصي بالجراحة العامة والتنظيرية
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993