لا تنفصل العربدة الإسرائيلية برسائلها المفتوحة إلى الداخل والخارج الإسرائيلي، لا تنفصل عن سياق المحاولات المحمومة لمنظومة العدوان للعبث بعناوين المشهد الذي تبدو حوامله صلبة وراسخة، خاصة بعد امتلاك الدولة السورية لزمام المبادرة والتحكم على الأرض.
العربدة الإسرائيلية التي يتوقع أن تأخذ منحاً تصاعدياً خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة لن تشرع الأبواب على كل الاحتمالات فحسب، بل سوف تدفع بكل الخيارات إلى الميدان، فالمشهد اليوم لم يعد يتحمل أي حماقات ومغامرات إسرائيلية حتى لو كانت بضوء أميركي، لاسيما وأن معسكر الحرب على سورية بشكل عام، و الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على وجه الخصوص باتت تتقاذفهما أمواج الخيبات والهزائم في ظل تقدم واضح لدمشق وحلفائها على جبهات مكافحة الإرهاب وسحق التنظيمات والمجاميع الإرهابية التي لاتزال تدعمها وتراهن عليها تلك الأطراف.
التصعيد الإسرائيلي بغض النظر عن أبعاده وأهدافه المعلنة وغير المعلنة لن يؤثر في صيرورة الأحداث، بل على العكس من ذلك فإنه سوف يؤدي إلى مراكمة العجز والتخبط الإسرائيلي، وبالتوازي سوف يؤدي إلى انهيار ما تبقى من معنويات الإرهابيين الذين يراهنون على دعم وحماية الكيان الصهيوني لهم، غير أن الأهم في ذلك كله أن هذه العربدة الإسرائيلية لن تعرقل أو توقف تقدم الجيش العربي السوري لسحق الإرهابيين وتطهير كل الجغرافيا السورية من الإرهاب والاحتلال وهذا ما يجب أن يفهمه ويعيه نتنياهو جيداً قبل التفكير بأي مغامرة جديدة في الأجواء السورية، خصوصاً بعد تغير قواعد الاشتباك ورسم خطوط حمراء لن يسمح لإسرائيل بعد اليوم بتجاوزها تحت أي ظرف من الظروف.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993