يفضح العدوان الصهيوني الأخير على مطار التيفور بحمص- وهو العدوان نفسه الذي تكرر أكثر من مرة- مزيداً من الانعكاسات الإرهابية المأزومة وبسلسلة أوراق ممزقة، تأخذ طريقها إلى الاحتراق القريب وبشكل أكثر تدحرجاً من قبل، وخاصة أن هذا العدوان الإرهابي سبقه عدوان على بعض المواقع العسكرية في جنوب غرب دمشق والقنيطرة، ليكشف تزامنهما العدواني أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أصبح محشوراً في أكثر من زاوية، ولجهة إقراره المباشر بالمسؤولية عن العدوان صبيحة الأحد الماضي، وهو الذي اعتاد كتم أنفاسه، ولكن يبدو أن بحصة الكتمان هذه أصبحت حجراً واستنطقت إجرامه.
فالعدوان المتكرر لم يكن ليفرد إلا فضائح تبين أن أطراف ثوب نتنياهو بدأت بالاحتراق الداخلية منها والخارجية، فهو وإن أضحى في حالة من الهشاشة السياسية داخل كيانه ويريد استعادة «هيبته» المفقودة وفرحة فوزه المتفتتة بعد تورمها، عبر هذا العدوان، إلا أن خسارته باتجاهاتها ضد سورية هي الأكثر رعباً له خلال قادمات الأيام بعد إنجازات سبقتها، فلا هو استطاع النيل منها ولا هو تمكن من كسر جبهة المقاومة أو زحزحة موقفها منه ومن وجود كيانه الغاصب ولا من مواصلة طريق مكافحة الإرهابيين الذين يمثلهم، لتكون انكساراته المتدحرجة نحوه، وتلك المتتالية التي تلاحق سبخات الإرهابيين النتنة على الأرض العربية السورية، الأكثر كابوساً لنافوخه، وخاصة أن التحليلات تشير إلى أن جبهة الجولان المحتل بدأت تغرز أسنانها في وجهه وترفضه وتلفظه قاعدتها الشعبية، وما جهوزية الرد السوري على صواريخه المعادية إلا تباشير لاستعادة ما أخذ بالقوة.
نتنياهو وإن اعتدى على «التيفور» فهو بذلك يكشف أيضاً أنه يعاني المحن في شمال سورية وشرقها، وأن وجوده ينحسر مع مقتل أي إرهابي، كما يعاني المحن هو ومجرمو كيانه من تحرير الجيش العربي السوري لجنوب سورية من المرتزقة، والإطباق على أطنان السلاح الأميركية والإسرائيلية والفرنسية وأطنان مادة الـ»سي فور» أيضاً التي لم يكتب له ولا لمتحولات خوذه البيض أن تمحي دلائل ارتباطهم وسعيهم لتدمير سورية بإقامة تمثيليات وتنفيذ جرائم وسوق الاتهامات.
التنفيس بالعدوان المباشر على سورية يؤكد أن العدو الصهيوني بدأ يثكل نفسه، ويشرب زقوم المعركة، فالتطورات لا تسير وفق حساباته ولا حسابات من يشاركونه حروبه، بل وفق حسابات أصحاب الأرض وقامات سنديانها.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993