صوت العيد

يختلف الناس في طقوسهم وموقفهم من العيد، وكثيرون يتجاهلون قدومه رغم أنه حدث يمكن أن نحوله بقليل من التفاؤل إلى عالم جميل يقتحم حياتنا ليرسم فيها مساحة من الضوء في ظلمة وقسوة الحياة التي تأبى إلا أن نتجرع فيها غصص الحياة وآلامها.
وكثيرون أيضا لايتذوقون تلك النكهة الجميلة التي كانت تضفي السعادة والفرح في السابق من الأيام حيث المحبة والسكينة، ذاك الزمن الجميل الذي يفتقدونه بكل مايحمله من ذكريات جميلة، بينما يصارعون اليوم تلك النفوس التي شوِّهت وباتت شاحبة لالون لها ولاطعم، بل وقد تبلدت المشاعر فيها حتى لتكاد تنتمي إلى عالم الجمادات التي لاروح فيها.
ولكن لو نظرنا بعين العقل والتفكر، لوجدنا أنفسنا جزءا من هذا الحاضر المشوه وربما أيضا نساهم في تشويهه بقصد أو بغير قصد، فلماذا نلقي باللوم على الآخر ونحن نملك من الأدوات مايجعلنا نحيل صحراء تلك النفوس إلى ربوع غناء تنضح بالمحبة والعطاء، وجميعنا معني في هذا الوطن أن نعيد بناء النفوس التي تهشمت وتبعثرت في ظل تلك الحرب التي كادت أن تودي بنا إلى مهاوي التلاشي والانهيار.
يأتي العيد هذا العام وقد تعافت البلاد وعادت لتنهض من جديد، وجنودنا البواسل مستمرون في تطهير ماتبقى من المناطق التي يعيث فيها العدو تخريبا وتشويها، فلنكن عونا لهم، نساندهم ونقف إلى جانبهم في تكريس معنى الانتماء والمحبة والتعاون من أجل أن نعيد بناء الوطن بشرا وحجرا، وليكن العيد بما يحمله من معاني الخير والأمل يجعل القادمات من الأيام هي الأجمل، وليزهر الأقحوان احتفاء بدم الأبرار الذين ضحوا ورووا تراب الوطن بطهر دمائهم الزكية.
إنه صوت العيد الذي يصدح في النفوس أغنية حب وفرح لأجل بسمة طفل عانق ملابس العيد وعاش حلمه الجميل بالحلوى والأرجوحة وشغب الأطفال البريء، وصوت العيد لكل أم عاشت معنى أن تفخر بأنها أم الشهيد، وقبل كل شيء إنه صوت العيد لشعب عرف معنى الصمود في وطن البطولات السرمدية الخالدة.
كل عام وأنتم بألف خير.

فاتن احمد دعبول
التاريخ: الثلاثاء 4-6-2019
الرقم: 16993

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية