ملحق ثقافي..سلام الفاضل :
إشارةٌ حمراءُ
تومضُ من بعيد
ودخانٌ رماديٌ
لوثته حرقةُ أفكاري
يلفها
ماردٌ يتراءى في الظلامِ
كبيرٌ بحجمِ الأرضِ
مخيفٌ
لسحنته عبثيةُ القدرِ
وهو يتسلى بنا
يدني هذا
ويبعدُ ذاك
ويغرزُ خنجرَه المسمومَ
في صدرِ من تجرأ، وقال:
«أنا بسم الهوى
عاشقٌ»
على فمه
ارتسمتْ ابتسامةٌ ساخرةٌ
بلونِ الجليد
بصخبِ البحر
وهو يقصمُ سفينةً
أمّنته على نفسها
فغدرتْ أعاصيرُه
بالرحلةِ، والرحّالةِ
وضيعتْ الميناءَ
تشويشٌ مخيفٌ
يخترقُ سمعي
يصيبُ أذنيّ بالعطب
فلا أنا أسمعُ
ولا الكلامُ له طعمٌ لاذعٌ
يتركُ أثرَه على شفاهي
وأنا أجلسُ،
وسط هذه الفنتازيا المشوهة،
أمام رجلٍ
كان فيما مضى
غايةَ رجائي
أرقبه وهو يعبُّ الماءَ
ويرشه على غير هدى
وأسنانُه البيضاءُ تلمع
في جوف ظلامِ تهيؤاتي
أرقبه وهو كالسيلِ يزبدُ
وأنا في مكان ثانٍ
أختبر ملوحةَ الهواء
في جزرِ البهاماس
وأسابقُ العصافيرَ
في جزر الكناري
أرقبه وهو كالماءِ يغلي
وينفثُ كالبراكينِ
من فمه الحممَ
وأنا أجترُ وحيدةً آمالي
وأتوحدُ بهدوء
مع سكونِ خيالاتي
إشارةٌ حمراءُ
تُطفأ من بعيد
إشارةٌ خضراءُ تومض مكانها
أظن أن زمنَ الرحيلِ
قد آن
لملمتُ أشيائي
وبعثرتُ من أمام
عينيّ ما تبقى من خيالاتي
وسرتُ بعيدة عنه
بخطا ثابتةٍ
إلى الأمامِ
إلى صدرِ ذاك الماردِ الوهمي
ضبابي الألوانِ..
التاريخ 4-6-2019
رقم العدد:16993