من النكبة إلى النكسة إلى «صفقة القرن» .. أميركا تحيك ثوب المؤامرة.. والأعراب يموّلون تجارة إرهابها.. في الذكرى 52 للنكسة.. خطوات محور المقاومة للتحرير ويده على الزناد لدحر الإرهاب
من النكبة الى النكسة الى صفقة القرن المشؤومة مازالت نصال الارهاب التوسعي الصهيوني تستهدف الجسد العربي المقاوم ويستطيل العداء والحقد ليشمل كل الخريطة المقاومة وكل بقعة ترفع فيها راية لمقاومة الاحتلال ورفض مخططاته التوسعية العدوانية من ايران الى سورية ولبنان واليمن في ظل تماهي اميركي تام وانحياز سافر لشرعنة الاحتلال وشطب الحقوق المشروعة والمعترف بها دوليا لتسييد الكيان الغاصب كيانا ارهابيا سرطانيا جاثما على قلب الامة، الا ان الحقوق العربية السليبة والاراضي المحتلة ستعود لأصحابها بفعل المقاومة القابضة على جمرات الصمود، فلا الحقوق تسقط بالتقادم ولا الاراضي المحتلة ستشرع يوما لمحتل غاصب.
منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 وضياع فلسطين بتواطؤ اعرابي مهين وقيام الكيان الصهيوني خنجرا مسموما في قلب الامة العربية وأحلام التوسع السرطاني والتغول العدواني لاحتلال المزيد من الارض العربية لم تفارق ذهنية العدو المحتل بسياسييه وعسكرييه ولأجله اعلنت «اسرائيل» حرب الايام الستة عام 1967 للاستيلاء على مزيد من الارض العربية بدعم مادي ولوجستي وعسكري من الغرب الاستعماري والامبريالية الامريكية والمجتمع الدولي البارع بالتصفيق للقتلة على اجرامهم مازال للان مصادر القرار يصم اسماعه وآذانه عن مآسي الشعوب وعذاباتها.
52 عاما على النكسة و»اسرائيل» تزاداد اجراما وتجبراً وانتهاكا لحقوق الانسان ومشيخات الخليج وصناع النكبة والنكسة وممولي صفقة العار يجاهرون بوقاحة بالولاء والطاعة لأسيادهم في «تل ابيب» ويصفقون لعربدته لتفتيت ودمار المنطقة العربية ونفث السموم ضد محور المقاومة المدافع عن الحقوق العربية والمطالب بإنهاء الاحتلال عن طريق المقاومة والصامد الثابت على المبادئ القومية بوجه اشرس الهجمات الصهيونية.
حرب 1967
النكسة أو حرب حزيران أو حرب الأيام الستة هي حرب حدثت عام 1967 بين الكيان الصهيوني وكل من سورية ومصر والأردن وبمساعدة لوجستية من لبنان والعراق والجزائر ,ففي 5 حزيران 1967 شن جيش العدو الصهيوني هجوما عدوانيا على القوات المصرية في سيناء وتوزعت الغارات الاسرائيلية على مصر على ثلاث موجات نفذت الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دُمّر فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض, أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقواعد عسكرية إسرائيلية مختلفة، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة «نتانيا» على ساحل البحر المتوسط أما «اسرائيل» فانها تابعت اعتداءاتها وقصفت عدة مطارات أردنية منها المفرق وعمان كما قصفت المطارات السورية ومنها الضمير ودمشق. وكشفت التسريبات اللاحقة ان العدو الصهيوني كان يريد القاء قنبلة نووية على سيناء ليمنع تقدم الجيوش العربية.
انتهت الحرب في 6 أيام باستيلاء العدو الصهيوني على قطاع غزة وسيناء من مصر والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية وتمكن الكيان الصهيوني من الاستناد في خططه العدوانية إلى موانع جغرافية طبيعية مثل مرتفعات الجولان ونهر الأردن وقناة السويس.
ما بعد النكسة
الصهاينة الموزعون على مدارس سياسية متعددة الايديولوجيات تمثل يمين ويسار الصهيونية جميعها تصب في بوتقة الحقد والعنصرية والجموح للتوسع العدواني انقسموا في أعقاب النكسة إلى «حمائم» و»صقور»، بين أنصار تيار «وحدانية الشعب اليهودي» وأنصار تيار «تكامل أرض إسرائيل». تفاخروا وتمسكوا بمبدأ يفيد أنه «من اجل أرض إسرائيل مسموح الكذب». وأطلقوا طائفة كبيرة من الأكاذيب منها: «الاحتلال هو ظاهرة مؤقتة، وإسرائيل تنوي اخلاء المناطق التي هي فقط ورقة مساومة من اجل اتفاق السلام» أي الأرض مقابل السلام؛ الاحتلال يحافظ على مصالح «إسرائيل الأمنية»؛ «العملية السلمية»؛ «مشروع الاستيطان»؛ الذي قال عنه الصحفي الصهيوني جدعون ليفي:» هذا المشروع وُلد بالكذب وكبر بالكذب وتعزز بالكذب فليس هناك مستوطنة واحدة اقيمت لتخلى فالجميع يعرفون الحقيقة ,الأميركيون الذين «نددوا» والأوروبيون الذين «غضبوا» والأمم المتحدة التي «طلبت» ومجلس الأمن الذي «قرر» لم يكن في نيتهم العمل بالفعل العالم ايضا يكذب على نفسه، وهذا الأمر «مريح للجميع» حسب تصريحات ليفي.
اضافة الى ذلك عمدت قوات الاحتلال الى «التخفيف من وزن» الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة. ولقد أسفر ذلك عن عدد هائل من اللاجئين والمهجرين داخل الأراضي. وبعد أن تم التهجير جرى ترسيخه بأدوات القانون الصهيوني التي أدت الى تثبيت النفي.
وتضمنت هذه الأدوات غير القانونية أولاً الحؤول دون إمكانية عودة السكان الذين غابوا عن ديارهم خلال الحرب وأولئك الذين اضطروا الى اللجوء أو الهجرة خارج الوطن وحرمانهم من العيش مجدداً في منازلهم. ولقد تم ذلك عبر إصدار أوراق جديدة للإقامة في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة جرى توزيعها على السكان الذين وردت أسماؤهم في الإحصاء الذي قامت به السلطات الإسرائيلية بنفسها في الاراضي المحتلة، ولقد تعمدت استثناء الغائبين من هذه الرخص.
والأخطر من ذلك أن ما يسمى الحكم العسكري الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة أصدر أحكاماً عسكرية تجعل من أي دخول للأراضي المحتلة دون رخصة دخولاً غير شرعي، يقتضي العقاب بجملة من التدابير من ضمنها الترحيل.
ولقد أدت هذه السياسات الى تهجير مستمر للأفراد والعائلات، وغالبيتهم غير قادرين على العودة حتى يومنا هذا، عدا عن الأعداد الإضافية من الفلسطينيين الذين عرفوا المصير نفسه للمرة الثانية بتدابير التهجير هذه فيما سُمِّي بالنكبة الثانية، وتضم هذه التدابير إلغاء الإقامة، وفرض القيود على تسجيل الأطفال.
كما سوّق الصهاينة ايضا فيما بعد في خداع موصوف «كذبة الدولتين»، وكذبة «إسرائيل تريد السلام»؛ كذبة «الجيش الإسرائيلي لا يُقهر» هذا الجيش الذي انهزم وانكسر لاحقا بعد ان مرغت المقاومة، التي مدتها سورية بذخيرة نصرها وثباتها، رأسه ورأس متزعمي العدو الصهيوني بتراب الهزيمة المرة.
مصطلح «الأراضي المحتلة»
منذ ذلك الحين أطلق الإعلام الغربي اسم «الأراضي المحتلة» على الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 وهي الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان (أما سيناء فأرجعها العدو بعدما عقد اتفاقية سلام مع مصر 1979) وكأن فلسطين المحتلة هي فقط هذه الأراضي، بل الصحيح أن كل فلسطين (أراضي 48 + الضفة الغربية + قطاع غزة) ومرتفعات الجولان هي أراض مغتصبة محتلة وليس فقط ما احتله العدو عام 67.
وقد خسر العرب في أعقاب نكسة حزيران 69 ألف كيلومتر مربع من الاراضي أجبرت الحرب الصهيونية 300 – 400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة «بورسعيد والإسماعيلة والسويس» على الهجرة من دياره كما أجبر العدوان الصهيوني الغاشم عام 1967 قرابة 100 ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل وطنهم الام كما خلقت مأساة لاجئين فلسطينيين جديدة أضيفت إلى مشكلة اللاجئين الذين أجبروا على ترك منازلهم بعد أحداث النكبة عام 1948.
الثورة رصد وتحليل:
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994