أبناؤنا .. بين التوتر والقلق ..والطموح بالتفوق

في مشهد يعكس إرادة السوريين على الحياة وتحدي الإرهاب والمضي قدما في طريق إحياء المستقبل وعودة الامن والأمان الى ربوع الوطن، توجه مطلع هذا الأسبوع مئات الالاف من أبنائنا لتقديم امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية بعد عام دراسي كان حافلا بالجد والنشاط والتعب الذي كان ملازماً لمفرزات الحرب التي لاتزال تدفع بأوجاعها وظلالها السوداء الى داخل كل بيت.
يؤثر على صحتهم وتركيزهم
إرهاصات الامتحان كثيرة جدا وقد تتنوع في آثارها وحجم شدتها بحسب كل طالب، فالبعض الكثير من أبنائنا يقعون فريسة سهلة لتداعياتها، حيث يظهر عليهم الخوف الشديد والتوتر المبالغ فيه الذي يؤثر بدوره على صحتهم وتحضيرهم وتركيزهم واستيعابهم وحفظهم وأدائهم الامتحاني.
التخفيف من (هول) الامتحان يبدأ من الاسرة وينتهي في قاعة الامتحان، حيث يتوجب على الاب والام مساعدة ابنهم على تجاوز القلق والتوتر النفسي الذي يعتريه والذي بمعظمه يندرج ضمن الحدود الطبيعية، على اعتبار أن الاسرة هي الحضن الدافئ الذي يحتضن الطالب ويهيئه قبيل الذهاب الى الامتحانات، وذلك يكون عبر مساعدته على الحفظ والدراسة وانجاز خطته الدرسية بأجواء هادئة ومريحة تسودها الطمأنينة والراحة، بعيداً عن أجواء المشاحنات والخلافات والصراعات والصخب والضوضاء الاسرية.
قاعة الامتحان
أما فيما يتعلق بالخوف الامتحاني المفرط الخارج عن الحدود فهناك عدة أسباب تجتمع جميعها عند عدم التحضير والمتابعة الدراسية الجيدة والمنتظمة خلال العام الدراسي، هذا بالإضافة الى جملة من العوامل المدرسية والاسرية التي ترتبط بشكل أو بأخر بالظروف العصيبة التي لا يزال يعيشها الوطن.
أما في قاعة الامتحان فيجب أن ينتهي توتر وخوف الطالب من الامتحان وهذا الامر لا يكون إلا بانسلاخ المراقب من النمطية المخيفة له والتي اعتادها طلابنا بشكل عام، ذلك أن الكثير من الأساتذة المكلفين بالمراقبة يبدؤون عملهم في قاعة الامتحان بالتهديد والوعيد والويل والثبور لكل من (يتنفس) ولكل من ترف عينه يمنة أو يسرة، وهذا بدوره يزيد من وطأة الامتحان ويرفع من منسوب التوتر والخوف، مع أن المفروض هو العكس، أي إن من أبسط واجبات ومسؤوليات المراقب يجب أن تتمثل بتهيئة كل وسائل الراحة النفسية للطالب، وهذا الامر تحديدا يجب أن يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام من قبل المعنيين بهذا الامر، لجهة إخضاع المراقبين لدورات تدريبية قبيل الامتحانات تواكب وتحاكي آخر الدراسات والعلوم التربوية بهذا الشأن، لا أن يترك الامر اعتباطيا وعشوائيا.
استثماره إيجاباً
بقي أن نؤكد أن الخوف الامتحاني في حدوده الطبيعية هو حالة طبيعية وصحية تعكس حرص التلميذ على النجاح وتحقيق أفضل النتائج وهذا يعني التعامل مع هذه الحالة بكل إيجابية وبلا خوف وبمساعدة الاهل الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الأكبر في هذا الموضوع، أي استثمار هذه الظاهرة الصحية بشكل إيجابي وتحويلها الى قاعدة صلبة ومتينة يبني عليها الطالب كل طموحاته واماله وينطلق منها الى تحسين مستواه وجهوده وتكثيفها من اجل تحقيق أفضل النتائج التي تضعه على بداية طريق أحلامه وطموحاته.

فردوس دياب
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997

 

آخر الأخبار
مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة تأمين الدعم اللازم في درعا للمهجرين من السويداء عندما تكون الـحوكمة خياراً.. خبير اقتصادي لـ"الثورة": ضرورة لتعزيز التنافسية والاستقرار الاقتصادي "الأشغال العامة": خطة شاملة للإعمار والتنمية في إدلب الثقافة المؤسسية وحب العمل.. رافعة بناء سوريا بعد التحرير كل شيء عشوائي حتى المعاناة.. الأسواق الشعبية في دمشق.. نقص في الخدمات وتحديات يومية تواجه المتسوقين قيمة الليرة  السورية تتحسن و الذهب إلى انخفاض مجزرة الغوطة.. العدالة الغائبة ومسار الإفلات من العقاب مستمر التعاون مع "حظر الكيميائية" يفتح نافذة حقيقية لتحقيق العدالة في مجزرة الغوطة مجلس التعاون الخليجي: مواصلة تعزيز مسارات التعاون مع سوريا  أكرم عفيف لـ"الثورة": الفطر المحاري مشروع اقتصادي ناجح وبديل غذائي منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية