تشكل رحلة البحث عن صراف آلي (يوحي) بأنه في الخدمة نقطة البداية في طريق العناء الشهري لتجعل مذاق الراتب مراً في أوله كما آخره، ونستخدم كلمة (يوحي) نسبة لأن بعض الصرافات توحي لك من بعيد بالامتلاء ومع اقترابك متراً وراء آخر تتبدد نظرتك وتعود أدراجك بحثاً عن صراف آخر، وهذه الخطوة قد تكلفك الانتقال إلى منطقة أخرى تحتاج فيها لوسيلة نقل وسط ازدحام مروري لا تعلم كم يكلفك من الوقت والمال لتصل وجهتك المنشودة.
ولنبقى ونسترسل قليلاً مع كلمة (توحي) فاللقطة الثانية من الكلمة أيضاً تعبر عن شعور بأن الصراف يعمل من بعيد وتتمثل في وجود ازدحام كبير حوله وهذا المشهد يجعلك أشد تفاؤلاً ومع اقترابك هذه المرة أيضاً يبدأ حلمك بالتلاشي فعدم تبدل الأشخاص ووقوفهم في نفس المكان يؤكد تماماً أن الصراف لا يعمل، وهنا الأسباب تتعدد فإما أن هؤلاء ينتظرون انتهاء التقنين الكهربائي ويحجزون دورهم أو ينتظرون عامل المصرف المختص بتعبئة الصراف وهذا العامل قد يأتي وقد لا يأتي، لكن في يوم العطلة عليك أن تجزم أنه بالتأكيد وغالباً جداً لن يأتي.
وأما بالنسبة للصرافات التي لا يمكن أن تقبل كلمة (توحي) لا من قريب ولا من بعيد هي صرافات موجودة ومكانها محفوظ ومنذ أشهر وسنوات لكنها خارجة عن الخدمة حتى إشعار آخر ومن شدة إهمالها أصبحت عرضة لعبث المارين وهنا سؤال عن سبب توقفها رغم الحاجة الشديدة لعملها؟ وإن كان فعلاً يمكن الاستغناء عنها لتتم صيانتها ونقلها إلى أماكن خالية من أي أثر للصرافات العاملة والمتوقفة.
لا يخفى على أحد أن عناء العثور على صراف وصل به الكثيرون إلى درجة المطالبة بالعودة إلى نظام صرف الراتب عن طريق المعتمدين، فإذا لم يصلح هذا الطرح مع ما يتم الحديث عنه في توسيع العمل بالأتمتة الذكية لعله يصلح مع ضروب التطنيش الطويلة لهذه المشكلة التي تصبح أزمة مع بداية كل شهر؟!.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000