لم تكن الحرائق التي أُشعلت بالمنطقة منذ سنواتٍ ثمانٍ إلا بفعل الأيدي الصهيونية الإجرامية، ولم تكن نار الإرهاب التي أريد لها أن تتسع رقعة اشتعالها وتستعر لتمتد على مساحة خريطة المقاومة كاملة إلا بأصابع العدو الصهيوني وبتخطيط متزعميه، بعد أن أعيتهم سبل ليّ الذراع المقاومة، وأعجزهم فكّ شيفرة الصمود واستعصى على عتاة إرهابهم حلّ معادلة الثبات المقاوم التي لازمت محورها وبقي شوكة موجعة في حلوق المعتدين والمحتلين.
فانغماس الكيان الصهيوني بلعبة الإرهاب والاستهداف الممنهج للدول التي ترفع راية المقاومة ليس جديداً على مرّ تاريخه العدواني، فأينما ولّت «إسرائيل» وجه عدائها وحقدها فثمة تخريب حاصل وثمة إرهاب سينمو وستمدّ له شرايين رعايته، والمعطيات على الضلوع الصهيوني بجرائم التنظيمات الإرهابية وحبك خيوط المؤامرات التفتيتية مثبت بالأدلة وموثق بالبراهين، ودلائل الدعم اللوجستي والعسكري من تمويل وتدريب وإشراف للإرهابيين وحتى التدخل العدواني السافر لانتشالهم في كل مرة يغرقون فيها بوحل هزائمهم جليّ وواضح منذ بداية الحرب الشرسة التي أعلنت على سورية.
ولأن إسرائيل العدو الحاقد على الانتصارات السورية هي من غذّى وموّل التنظيمات الإرهابية وهي من تشدّ على أيدي المغرقين في أوهامهم واللاهثين وراء تقسيم وفدرلة، فطبيعي أن يهرع أولئك إلى حاضنتهم بعد أن فقدوا أي أمل بتغيير قواعد المواجهة التي حسمت لمصلحة الدولة السورية، وتاهت بوصلة تخبطهم في أي حضن يرتمون، وبأي مظلّة عدو يحتمون ولا حتى أي جزرة خداع يلاحقون، بعد أن أفقدهم تقدّم الجيش العربي السوري شمالاً إمكانية المناورة والخروج من دائرة الهزيمة المغلقة، وأصبح حالهم كمن يشرب سمّ الخسارة قطرة قطرة لإطالة عمرهم الإرهابي، وكلّهم يقين أن الموت قادم لا محالة.
«قسد» وما تسمى زوراً «معارضة» الذين باعوا ضمائرهم بسوق النخاسة الرخيصة، وقدّموا صكوك ارتهانهم للشيطان الصهيوني مشترين أسهم الوهم، أحرق الميدان كل مشاريعهم، وكمن يتخبّط في سكرات الهزيمة يتعلّقون بحبال إسرائيل المهترئة لانتشالهم، علّها تمدّهم بأوكسجين الخلاص بلحظات الاندحار الأخيرة، لكن الحمقى لم يتعلموا بعد أن نهاية إرهابهم الحتمية ستخطّها الأيدي السورية، مهما صبّت «إسرائيل» من حبر عدائها على صفحات الخريطة السورية، وأن الغد السوري كما الماضي والحاضر سيكتب بأمجاد وانتصارات.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000