ما إن أطلت العطلة الصيفية استبشر أبناؤنا الطلاب بفسحة من الراحة و الاسترخاء، و بقسط وافر من التسلية و الترفيه ، و تحرر من الضغوط الدراسية تخرجهم عن الروتين والالتزام بالجد و المثابرة لقطف ثماره نجاحا و تفوقا يوازي جهودهم المبذولة ، إلا أن بعض الطلاب لن تكون عطلتهم كغيرهم ، و اللعب ليس من نصيبهم و الترفيه لا يعرف سبيلا إليهم ، فما إن خلعوا عن أجسادهم الصغيرة ملابسهم المدرسية ، و بمجرد أن وضعوا كتبهم و دفاترهم جانبا، وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام واجب جديد و مسؤولية أكثر عناء و أشد إرهاقا.
إلى سوق العمل انطلق الكثير من الأطفال، بعضهم ليملأ فراغه بما هو مفيد حسب توجيهات الأهل و قرارهم، و آخرون لكسب المال و ادخاره كمصروف يخفف عبء النفقات المدرسية عن الأهل.
بين مؤيد و معارض لعمل الأطفال خلال العطلة الصيفية، تبقى سلامة الطفل الأهم كونه عماد و مستقبل الوطن ، حيث يؤكد المؤيدون أن عمالة الأطفال خلال العطلة الصيفية لاتتعارض مع تعليمهم و سلامة نموهم ، بل تسهم بترسيخ قيمة العمل و حس المسؤولية و الالتزام و الاعتماد على النفس ، كما يمدهم بمهارات التواصل و يسهم بتأهيلهم ليكونوا منتجين مستقبلا ، و يمثل عملهم فرصة لدعم الأسرة ماديا، و القضاء على الفراغ عوضا عن التسكع في الشوارع.
بينما يرى المعارضون أن لعمالة الأطفال أضراراً جسدية و نفسية و اجتماعية ، في حال تواجد الطفل في بيئة غير مناسبة فيكونوا عرضة للارهاق و الاستغلال و حرمانهم من ممارسة هواياتهم ، كما أن بقاءهم فترة طويلة خارج المنزل قد يسهم بانحرافهم و جنوحهم ليهدد أمانهم النفسي و صحتهم الجسدية. بعيداً عن وجهات النظر فإن للأطفال حاجات لا تلغيها أو تشرعنها وجهات النظر وإنما تحفظها حقوق.
منال السماك
التاريخ: الأحد 16-6-2019
الرقم: 17001