ثورة أون لاين-معد عيسى:
يشبه الموقف الرسمي من تغير سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية رياضة اليوغا ، فلا توضيح حول مسالة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء ، ولا تغيير في سعر صرف الدولار الرسمي .
ببدايات الأزمة قامت الجهات المعنية ببيع الدولار بجلسات تدخل لكافة الناس في إجراء غير مفهوم حتى الآن ولكن من الموكد أننا ندفع ثمن هذه السياسة حتى اليوم ولكن حينها كان المواطن يسال عن مبررات هذا الإجراء ولكن لم يكن أحد قادر على الإجابة .
الحالة تتكرر اليوم وبنفس الطريقة و هناك ” خرس ” رسمي ، الدولار يرتفع والجميع يُدرك الأسباب ولكن ما هي الإجراءات التي يُمكن اتخاذها للتخفيف من تقلبات سعر الصرف ؟ المواطن يريد أن يفهم ما هو مبرر الإصرار على تثبيت سعر الصرف على 438 ليرة للدولار الرسمي وسعره في السوق السوداء 600 ليرة أي بفارق 150 ليرة سورية للدولار الواحد ؟ .
لا احد من المغتربين يقوم بتحويل دولار لأهله إلى سورية رغم أن الجهات المعنية سمحت بتحويله إلى المؤسسات المالية في سورية وسحبه بنفس العملة ولكن غياب الشفافية أفقد المواطن الثقة بهذه المؤسسات ، كثير من رجال الأعمال أحجموا عن التقديم على المناقصات التي فيها توريدات أو موادها غير محلية خوفا من صعود سعر صرف الدولار وبالتالي الخسارة ، والذين يتقدمون ، يتقدمون بأسعار مرتفعة كي يضمنوا عدم الخسارة في حال ارتفع سعر صرف الدولار .
الظروف صعبة ومعقدة ولا أحد يطلب ما لا تستطيع الجهات المعنية فعله ولكن الجميع يُطالب بالشفافية والوضوح ، والجميع يريد تبديد هذا الصمت ومعرفة الواقع ، فلا يُعقل أن يستمر الصمت لعدة أشهر ، ولا يُعقل أن يكون هناك عجز عن الإفصاح عن بعض المعلومات تُشعر المواطن بوجود سياسة نقدية .
فهم المواطن لموضوع سعر الصرف في غياب أي إجراء أو معلومة أو تفسير يشبه مراقبة شخص يمارس رياضة اليوغا يرى حركة الشخص ولكن لا يعرف بما يفكر وعلى أي شي يركز .